بقيت أسعار الخضر والفواكه مرتفعة رغم مرور ١١ يوما من شهر رمضان في الكثير من أسواق العاصمة في صورة تؤكد هشاشة التجارة في بلادنا وغياب أية ضوابط من شانها أن تخلق تقاليدا تجارية تكون قيمة مضافة لملف الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة.
ودفع ارتفاع الأسعار المواطنين إلى الإقبال بقوة على مواقع التجارة الموازية التي وبالرغم من كل المتاعب التي تتسبب فيها إلا أن الأسعار المنخفضة بالمقارنة مع التجار النظاميين تجعلها قبلة المواطن.
بيعت «الكوسة» أمس بأسواق «الأبيار» و«كلوزال» وباب الزوار وعلي ملاح بـ ١٠٠ دج للكيلوغرام والخس بـ ١٢٠ دج والبطاطا بـ ٤٠ دج واستقرت الطماطم بـ ٨٠ دج بينما بقيت أسعار الدجاج بـ ٣٨٠ دج للكيلوغرام والحم الخروف بـ ١٥٠٠ دج.
وتعكس هذه الأسعار التي تضاعفت بأكثر من ١٠٠٪ بالمقارنة مع الفترة التي سبقت رمضان العجز في إرساء تقاليد الرقابة وتكوين تجار يعملون للصالح العام ويحترمون قدسية الشهر الكريم.
وفي جولة للمساحات التجارية بالعاصمة وقفت «الشعب» على عودة المواطن بقوة إلى الأسواق الموازية وانتظار الشاحنات الصغيرة التي تعرض الخضر والفواكه بأسعار تنخفض بـ ٣٠ بالمائة عن تلك المعتمدة من التجار النظاميين خاصة في الفترة المسائية حيث يخفضون الأسعار بطرق تجعل الفرد يتساءل عن الأسعار المعروضة في الأسواق.
ويؤكد تاجر الخضر والفواكه «عدلان/ز» من برج الكيفان الذي يقصد أسواق الجملة لبوفاريك وبوڤرة «الرافيغو» أن العلمية التجارية تعقدت كثيرا بفعل المضاربين فالكثير من الشاحنات التي تقصد أسواق الجملة أصبحت تبيع منتجاتها قبل الدخول للسوق بفعل كثرة الطلب وارتفاع تجار الخضر والفواكه بالشاحنات. وفي ظل هذه الصورة أصبح الاستقرار على سعر معين للخضر والفواكه مستحيلا، ومنه قال عدلان «لهذا نلجأ نحن التجار إلى البيع بأسعار مرتفعة نوعا ما في الفترة الصباحية التي يكون فيها الإقبال قياسيا وبعد تغطية المصاريف تخفض الأسعار لجني الفائدة والاستفادة من قسط وافر من الراحة تحسبا للتسوق غدا».
وأضاف عدلان الذي يملك أكثر من ١٠ سنوات تجربة في تجارة الخضر والفواكه «إن الواقع مزري ولا يشجع على الاستفادة من نشاط رسمي الذي يفرض عليك مصاريف كبيرة ونفقات زائدة لا تشجع على الاستمرار بينما شراء مركبة صغيرة يجعلك في منأى من دفع فاتورة الكراء، والضرائب وحتى التأمين الاجتماعي وهي مبررات كافية لرفع الأسعار، إن انتقاد الأسعار يعتبر آخر حلقة وعلى كل فرد أن يفكر في المراحل التي يمر بها التاجر قبل اقتناء السلع والمنتجات حيث تكلفه مصاريف وأتعاب كبيرة، ولهذا فالأسعار أعتبرها عادية في ظل الغلاء الذي تعرفه كل المجالات».
وتستقطب المساحات الموازية بالحراش وباب الوادي ومارشي ١٢ ببلوزداد وباب الزوار المواطنين من خلال عرضها كل شيء قابل للأكل من الأجبان وأنواع الحليب والعصائر والخبز ناهيك عن الخضر والفواكه وبأسعار مناسبة خاصة الفواكه.
ويقبل المواطنون بقوة على هذه المساحات حيث يشترون كل ما يلزمهم وبأثمان في المتناول دون مراعاة شروط النظافة والحفظ أمام تدهور مستوى المعيشة والغلاء الفاحش الذي يستهدف جيوب المواطنين في الشهر الفضيل.
ويبقى السلوك الاستهلاكي في شهر رمضان واحدا عند الجزائريين بالرغم من تعاقب السنين وعدم قدرة الكثيرين منهم على تناول ما يشترونه في رمضان. هم يصرون على التسوق كل يوم ويسرفون وهو ما يجعلنا نحمل أنفسنا مسؤولية هذا الواقع.