إهتزت حمام ملوان ـ الواقعة ٣٠ كلم شرق عاصمة ولاية البليدة ـ فجر أمس، على وقع زلزال بقوة ٥,١ على مقياس ريشتير كان مركزها منطقة مقطع لزرق، أسفر عن إصابة الكثيرين وتضرر٩٠ بالمائة من سكنات المنطقة الهشة التي يعود بنائها إلى ١٩٥٧، فاجعة ألمت بالكثيرين وأدخلتهم في دوامة من المعاناة بعد أن وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها دون مأوى وهو ما لمسته «الشعب» بعين المكان.
لم تخلف الهزة الأرضية التي استيقظ عليه سكان العديد من أحياء بلدية حمام ملوان دائرة بوقرة أية خسائر بشرية غير أنها أثارت الرعب والهلع وسط السكان الذين فزعوا من أفرشتهم في حدود الـ٤ صباحا وبالضبط وقت أداء صلاة الفجر، خاصة على مستوى مقطع لزرق وتحمولت اللتين تضررت منازلهم بشكل كبير حيث فروا هاربين إلى الخارج بعد تصدع جدران منازلهم وسقوط أجزاء منها عليهم.
وقضى هؤلاء ليلتهم في العراء خوفا من هزات أخرى قد ينجم عنها ما لا يحمد عقباه لا سيما وان سيناريو زلزال بومرداس ٢٠٠٣ ما يزال عالقا في أذهانهم وما خلفهم من قتلى تحت الأنقاض حيث إتخذوا من الطرقات والمساحات الخضراء والحظائر ملجأ لهم في انتظار حلول من السلطات المحلية خاصة فيما يخص العائلات التي صنفت منازلها في الخانة الحمراء.
من جهتهم شعر بها سكان المناطق المجاور والولايات الداخلية والشمالية على غرار المدية، الجزائر العاصمة، تيبازة، غير أنه لم يسجل فيها أي خسائر مادية أو بشرية تذكر ما عدا بعض التخوفات من هزات إرتدادية أخرى.
وقد قامت السلطات فور وقوع هذه الكارثة الطبيعية بتنصيب لجنة أزمة تبعا لتعليمات وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية حسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ«الشعب»، حيث أمر بتكريس كل الإجراءات اللازمة للتكفل بالمتضررين وإحصاء الحالات الحرجة.
«الشعب» تنقلت إلى موقع الهزة، حيث كان لنا حديث مع عدد من السكان الذين قابلونا خارج منازلهم وعلامات الخوف والفزع بادية على وجوههم خاصة لدى السيدات اللواتي كن يحملن أطفالهن على ظهورهن وجدناهم في حالة من الهستيريا نظرا للحالة التي كانوا عليها والتي آلت إليها منازلهم.
وهو ما وفقت عليه «الشعب» لدى معاينتها للحالة المزرية التي آلت إليها المنازل، التي تعرضت البعض منها للانهيار، وأخرى أصبحت آيلة للسقوط في أي لحظة، وهو ما أصبح يشكل خطرا محدقا بالعائلات القاطنة بها، التي فضلت افتراش الشارع على العودة إليها، لا سيما منهم النساء خوفا على حياتهن وحياة أطفالهن.
من جهته، أكد نائب بالمجلس الشعبي البلدي لحمام ملوان، أن الهزة الأرضية التي حدد مركزها على بعد ٤ كلم شمال غرب حمام ملوان التي ضربت منطقة مقطع الأزرق ببلدية حمام ملوان لم تخلف أية وفيات أو إصابات بشرية خطيرة غير أنها تسببت في بث الهلع في أوساط السكان وبإلحاق أضرار مادية اعتبرها «جسيمة» في منازل ثلاثة تجمعات سكانية غير انه تم تسجيل تشققات ببعض المنازل وانهيار الطريق مما يصعب الدخول إلى هذه البلدية الواقعة على سفوح جبل الشريعة.
نذكر أن والي البليدة، قد تنقل في صباح نهار أمس، إلى مركز الهزة وتحدث مع السكان، حيث أمر باتخاذ إجراءات استعجالية لمواجهة الوضع، حيث أعطي تعليمات خاصة بتنصيب لجنة لمعاينة السكنات المتضررة مع تخصيص إعانة مالية لانجاز ٣٠٠سكن تكون لفائدة المتضررين ، فضلا عن إعادة ترميم المنازل وإصلاح العطب الذي أصاب شبكة الكهرباء والغاز.
سكان يحتجون بعد تضرر مساكنهم
سجلت «الشعب» لدى تنقلها إلى مركز الهزة الأرضية من منطقة مقطع لزرق و٢، حركة احتجاجية من طرف سكان تحمولت الواقعة ببلدية حمام ملوان للدائرة الإدارية لبوقرة حيث أقدم عدد من سكان المنطقة بقطع الطريق المؤدي إلى مقطع لزرق بسبب الكارثة التي وقعت والتي أدت إلى تضرر منازلهم مطالبين السلطات المحلية باتخاذ الإجراءات السريعة والكفيلة بإعادة إسكانهم وهو ما استدعي تدخل مصالح الدرك بإعادة فتح الطريق الولائي رقم ٦١ الرابط بين بوقرة وحمام ملوان.
وهو ما وقف عليه العقيد مصطفي الهبيري الذي كان متوجها إلى مركز الهزة بمقطع لزرق حيث كان له حديث مع عدد من المواطنين طمأنهم من خلالها بإيصال انشغالاتهم للسلطات المحلية وأعلمهم من جهة اخرى بالمجهودات الحثيثة التي تقوم بها السلطات من أجل التكفل التام بكل انشغالات المواطنين.