شهدت مراكز البريد خلال بداية أول أيام رمضان الكريم، إقبالا كبيرا لم تشهده من قبل، جراء تزايد عدد المقبلين على مراكز البريد لتغطية مصاريف الشهر، حيث سجلنا عبر غالبية المراكز غياب السيولة والاكتظاظ وغياب الموزعات الآلية الخارجية وهي السمة الغالبة لعدة مراكز.
تلفت الطوابير الطويلة في ساعات الصباح الباكر أمام القابض الرئيس لمركز البريد المتواجد بوسط المدنية النظر هذه الأيام بولاية المسيلة، فعلى الرغم من كبر حجمه وكثرة الموظفين والجهود التي يبذلونها، إلا أنهم لم يتمكنوا من تلبية كل متطلبات هذه الحشود التي تقف في طوابير طويلة تمتد من داخل المركز إلى الرصيف الخارجي للبريد.
يحدث هذا رغم توفر الموزع الآلي الخارجي لذات المركز، الذي لم يشفع للطوابير الطويلة التي تقف في الانتظار أمام الشمس الحارقة وساعات الصيام الطويلة، فالكل يسعى جاهدا للحصول على مدخوله الشهري لغرض سد حاجياته من المصاريف التي أثقلت كاهله، وعبر أحد المواطنين عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأوضاع بهذا المركز، وكذا الانقطاع المتكرر للشبكة، وغياب السيولة المالية في بعض الأحيان.
ونفس الأوضاع تميز مركز بريد مقرة وسيدي عيسى وبوسعادة، والسمة الغالبية عليها هي الطوابير الطويلة لساعات طويلة، كما يضطر في غالب الأحيان العديد من سكان البلديات البعيدة عن مقر الولاية إلى التنقل إليها مجبرين رغم الحرارة حيث بلغت ٤٥ درجة نظرا لعدم تغطية مراكز البريد المتواجدة على مستوى بلدياتهم حاجياتهم المالية إما بسبب غياب السيولة أو انقطاع في شبكة الربط أو انعدام الموزع الآلي الخارجي للنقود.
ولا يختلف الوضع ببلدية الدهاهنة التي لا يحتوى مركزها على أدنى شروط الخدمة، فلا وجود للموزع الآلي الخارجي ولا سيولة، وببلدية برهوم كذلك لعدم توفر الصراف الآلي الخارجي لذات المركز وكذا هو الحال بمركز بريد أولاد عدي لقبالة ودرجات حرارة لا تطاق داخله.
ولم يخف بعض سكان بلدية عين الخضراء استيائهم للأوضاع المتأزمة التي لم تتغير من أمد طويل رغم الشكاوي الخاصة بالسيولة والطوابير الطويلة وضيق المركز على الرغم من أن عدد السكان فاق اثني عشر ألف ساكن. ونفس النقائص سجلت ببلدية بلعائبة الواقعة على الحدود مع مدينة باتنة، والذين بدورهم يضطرون للتنقل إلى دائرة بريكة قصد حصولهم على مداخيلهم الشهرية.
وناشد سكان البلديات النائية لولاية المسيلة من السلطات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة قصد تخفيض معاناتهم ولو بشكل بسيط وخاصة أنهم في شهر رمضان الكريم والنظر إليهم بعين حق المواطنة.