اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد:

٥ جويلية تتويج لتضحيات جسام من أبناء الجزائر

فنيدس بن بلة

أعطى عبد العزيز مجاهد، اللواء المتقاعد، قراءته لمضمون استفادة السيادة الوطنية بعد نضال بطولي كسّر من خلاله الشعب الجزائري أسطورة فرنسا الاستعمارية ومخططها الاستيطاني.
وقال مجاهد في تصريح لـ(الشعب)، عن دلالة الإحتفائية بعيدي الاستقلال والشباب، أنها تحمل قيمة لا تقدّر بثمن، مضيفا أن ٥ جويلية فصل ومرحلة من مراحل نضال الشعب الجزائري التي تمّ فيها استرجاع السيادة الوطنية. وجاءت تتويجا لتضحيات جسام وإلتزام أبناء الجزائر الوطنيين ووفاءهم لتاريخ أمتهم العريق من ماسينيسا حتى الآن.وتجسّد هذا عملا بوصيّة البطل ديدوش مراد، أول شهيد من قادة الولايات «إذا استشهدنا حافظوا ودافعوا عن ذاكرتنا». وهذا ما يملي على الجميع البحث وجمع وتدوين التاريخ الوطني حتى لا يكون عرضة للتحريف والتزييف ولينقل بأمانة إلى الأجيال الصاعدة.
وحسب عبد العزيز مجاهد، فإن هذا الطرح ضروري لإبراز الوطنيّة وفلسفتها واستراتيجيتها بالخصوص منذ نجم شمال إفريقيا وبرنامجه المعلن سنة ١٩٢٧. ويحمل البرنامج مضمونا محدد المعالم تجاه التحرر الوطني والاستقلال، في إطار إقليمي متناسق متجانس، حيث أكد البرنامج على المطالب السياسية للاستقلال الكامل للجزائر، وتشكيل جيش وطني وحكومة وطنية ثورية، وبرلمان دستوري منتخب الإقتراع العام، والعربية لغة رسمية والتعليم مجاني وإلزامي في كل المراحل، والاعتراف بالحق النقابي.. وهي كلّها أساس الدولة الجزائرية الحديثة المستقلة، ومبادئ صالحة لهذا الزمان من التحول التعددي الديمقراطي.
ومن خلال هذا البرنامج ندرك ـ حسب مجاهد ـ ويتبيّن لنا أن الفصول اللاحقة تكشف بالملموس دوافع إنشاء وتكوين المنظمة الخاصة واللجنة الثورية للوحدة والعمل، وجبهة التحرير الوطني، والأركان العامة.
إنها فصل في صيرورة النضال التحرري، وفي كل عملية إنحراف للمسار، تكون هناك ردود فعل حاسمة لإرجاع الرّكب في الاتجاه السليم. وقال مجاهد في تصريحه حول هذه المسألة بالذات «نتذكر أن تاريخ الشعوب والبشرية ليس دوما حظا مستقيما.. والتاريخ الوطني يثبت ذلك».
ويرى مجاهد، أن سياسة الرئيسين الراحيلين أحمد بن بلة وهواري بومدين، تطبيقا وتجسيدا لبرنامج نجم شمال إفريقيا، والإجراءات التي اتخذها الرئيسان بعد الاستقلال من تأميمات وبسط السيطرة على الثروات الوطنية تدخل في هذا الإطار، وتترجم الإرادة السياسية في استكمال الاستقلال الوطني الذي يبقى منقوصا في ظل سيطرة الشركات الفرنسية على المناجم والمحروقات والموانئ، وما يحمله من تداعيات خطيرة تضعف جهود إحداث القطيعة النهائية مع فرنسا.
واستشهد مجاهد في كل هذه الصيرورة، بكلمة العقيد هواري بومدين ـ قائد الأركان العامة بجيش التحرير الوطني أمام الضباط وضباط الصف في ١٩ مارس ١٩٦٢، قوله «إن وقف القتال ليس السلاح، وكما أن السلاح ليس هو الاستقلال، فإن الاستقلال ليس هو الثورة، أي أن المعركة مازالت مستمرة، وستكون أكثر ضراوة وأكثر تعقيدا وأكثر دقة، وذلك أكثر من أي وقت مضى».
وقال أيضا «إن آلاف الشهداء يشهدون على ضخامة تضحيات هذا الشعب، فالويل والدمار لمن ينسى هذه التضحيات».
في هذا الكلام، خارطة طريق لجزائر الماضي، الحاضر والمستقبل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024