مدينة الجسور ترتدي الألوان الوطنية

إنجازات في عيدي الاستقلال والشباب

قسنطينة: مفيدة طريفي

تحتفل قسنطينة بعيد الاستقلال الخامس من جويلية ١٩٦٢، هذا التاريخ الذي يعود على الشعب الجزائري كل سنة حاملا معه تاريخ الثورة الجزائرية وحاضر الدولة الجزائرية المليء بالإنجازات القاعدية الضخمة.

هذا الموعد المقدس، جاء هذه السنة بنكهة جديدة وحفل استقبال بهيج صنعته إنجازات ضخمة ومشاريع قاعدية تنجز بإرادة كبيرة غيرت من ملامح الولاية وتعيد مجد المدينة التاريخية التي عرفت في السنوات القليلة الماضية تراجعا أثر سلبا على عراقة المدينة كونها تعتبر عاصمة للشرق الجزائري، قسنطينة وبعد مرور٥١ سنة من الاستقلال سجلت توقيع إنجازات قاعدية ومشاريع دعمت الولاية خصوصا والوطن عموما، فانطلاقا من مشروع جسر الرمال العملاق الذي استفادت قسنطينة منه  الذي يعتبر منشأة فنية ضخمة تشكل مشروعا رائدا بالمدينة وكذا يعد تسلسلا طبيعيا ومنطقيا في تاريخ مدينة الجسور المعلقة.
جسر الرمال.... جسر يتواصل مع مستقبل المدينة العتيقة
الجسر المشروع الذي يعتبر فخر الولاية يمتد على مسافة ١١٥٠ متر مزود بطريق مزدوج وبعرض يقدر بـ٢٧ مترا وبارتفاع يزيد عن ١٣٠ متر مع محول اجتنابي على طول ٧ كلم سيربطه بالطريق السيار شرق ـ غرب وكذا مختلف أحياء المنطقة الجنوبية من الولاية، على غرار أحياء ساقية سيدي يوسف، الدقسي وجبل الوحش، كما سيمكن حسب أهل الاختصاص من فك الخناق بشكل كبير على قلب المدينة، حيث ينتظر أن يستقطب الجسر نسبة ٧٠٪ من حركة السير من وإلى وسط المدينة، كما سيمكن من تخفيف الضغط على جسر سيدي راشد الذي سيتم غلقه أمام حركة السير بعد دخول الجسر الجاري إنجازه حيز الاستغلال وذلك لحمايته من الانهيار على أن تقتصر الحركة فوقه على الراجلين فقط، وتقف على عملية الانجاز الشركة البرازيلية «أندراد غوتيراز» الذي يربط بين ضفتي وادي الرمال على مسافة أكثر من ١١٠٠ متر حيث تمتد على ما مجموعه ٣ر٤ كلم بين «توصيلات» و«مداخل» بين ساحة الأمم المتحدة وقلب المدينة وسطح المنصورة فوق وادي الرمال الذي يتواجد بـ١٣٠ متر أسفل. ويتضمن هذا الجسر العملاق بعرض ٢٧ مترا طريقين لحركة السير وأرصفة للراجلين على جوانبه، ويمتاز الجسر العابر لوادي الرمال بضمان أقصى لشروط السلامة والأمن من خلال أساسات وأعمدة مكيفة مع الطبيعة الوعرة للأرضية وحمالات الخروج والدخول مصممة لمقاومة الزلازل والرياح، حيث ستوفر هذه المنشأة الخدمة للمنطقة الشرقية كلها للمدينة.
...ترامواي  قسنطينة يدخل حيز الخدمة... وعيد الاستقلال الموعد المنتظر
هو مشروع المدينة العتيقة الذي سيضيف لعاصمة الشرق الجزائري رونقا وجمالا، هذا المشروع التوسعي الذي سيساهم في تسهيل وتحسين طرق التنقل في حياتنا اليومية وتطوير البيئة التي نعيش فيها، هذا الإنجاز المسجل بالولاية يعتبر إضافة متميزة للمدينة التي تعيش مشكل النقل والاكتظاظ المروري، فمع عيد استقلال الجزائر سيتمكن المواطن القسنطيني من التنقل وبحرية كاملة بعيدة كل البعد عن العراقيل والمشاكل المرورية. ترامواي قسنطينة الذي عرف صعوبات كثيرة في عملية إنجازه لعدة أسباب من بينها الجيولوجيا الصعبة للمدينة إلا أن رفع التحدي في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي كان أكبر من ذلك، سيربط الترامواي وسط المدينة من محطة بن عبد المالك شمالا بمنطقة زواغي جنوبا على امتداد ٨ كلم، كما ستستفيد العديد من المجمعات السكنية، التجارية، الثقافية، الطبية والتعليمية من خدمة الترامواي عن طريق ١١ محطة موزعة على مساره مما سيمكن من استيعاب ٦٠٠٠ راكب في الساعة، كما تتواجد على خط الترامواي ثلاثة أقطاب تبادل إذ تعتبر مساحات مفتوحة تهدف إلى تسهيل التنقل عبر مختلف وسائل النقل.
الإنجاز الضخم الذي يبلغ طوله ٨ كلم بعدد محطات يقدر بـ١١ محطة بسعة نقل تقدر بـ٦٠٠٠ مسافر في الساعة وفي الاتجاه الواحد، سينطلق للعمل بدءا من تاريخ استقلال الجزائر هذا التاريخ الذي تم اختياره لتدشين وإطلاق خط ترامواي قسنطينة لتكون بذلك احتفالات قسنطينة بالعيد الوطني التاريخي مغايرا عن برنامج الولايات الأخرى من خلال تجسيد مشاريع وتجسيد إنجازات ضخمة أضيفت للمدينة.
حظيرة فندقية في المستوى
مع حلول السنة الـ٥١ للاستقلال عبرت الجزائر عدة مراحل استطاعت من خلالها أن تثبت أنها بلد التحديات الكبرى، فوفقا لبرنامج ضخم يهدف أساسا إلى دفع وتيرة التنمية المحلية عبر عدد من ولايات الوطن كانت قسنطينة على رأسهم، فإلى جانب المشاريع الجاري إنجازها نجد عملية ضخمة جاري تجسيدها فيما يخص تدعيم الحظيرة الفندقية بالمدينة، حيث تتوفر المدينة حاليا على عدد لابأس به من الفنادق الفخمة على غرار فتح كلا من فندقي «إيبيس ونوفوتيل» والانطلاق في إنجاز مشروع فندق تابع لسلسلة «الماريوت» العالمية هذا الى جانب فنادق دخلت حيز الاستغلال بعديد مناطق الولاية على غرار فندق الحسين الكائن بالمدينة الجديدة فضلا عن المؤسسات الفندقية الجاري ترميمها لتصبح الحظيرة تحوي على ٢٠ مؤسسة فندقية، وهي الفترة الزمنية التي تعتبر قياسية لتستقبل هذه السنة قسنطينة عيدي الاستقلال والشباب بإنجازات ضخمة غيرت من وجه المدينة التي اعتادت أن تعيش في الظلال تميزها هياكل قاعدية تبرز الإرادة القوية في رفع التحدي لجزائر العزة والكرامة.
هي إذن إنجازات أضافت للولاية بعدا مستقبليا كبيرا يرفع من تحدي التغيير لدى مسؤولي الولاية الذين عزموا على استرجاع مدينة قسنطينة مكانتها الكبيرة والتي افتكت من خلالها لقب عاصمة الشرق الجزائري ذلك من خلال عمليات الترميم والتأهيل لمدنها القديمة التي تعبر عن تاريخ مدينة كاملة والوقوف على إنجاز المشاريع الضخمة التي انطلقت منذ فترة وجيزة والتي دخلت بعضها حيز الخدمة ذلك على غرار مطار محمد بوضياف الدولي الذي يعتبر إضافة للولاية هذا فضلا عن تجسيد المشروع الكبير المتمثل في المدينة الجامعية الكائنة بالمدينة الجديدة علي منجلي والتي تتضمن عدد من المعاهد والمدارس اضافة الى اقامات جامعية ستعمل لفك الخناق على الجامعات والمعاهد والاقامات الجامعية بالمدينة كما سيتم استرجاع اوعية عقارية يمكن أن تستفيد منها الولاية في ظل النقص المتعارف عليه بالولاية والذي وقف عائقا امام تجسيد اعداد هامة من المشاريع بالولاية.
هو عيد الإستقلال والشباب الذي استقبلته عاصمة الشرق الجزائري بحلة الإنجازات القاعدية والمشاريع الكبيرة التي استفادت منها الولاية والتي تعمل على تغيير وجه قسنطينة الذي شوهته سنون النسيان والتهميش.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024