كشف محمد زليلف عضو اللجنة الولائية المكلفة بإحياء الأيام والأعياد الوطنية والمناسبات التاريخية لولاية الجزائر، وممثل عن التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء أنّ الاحتفالات المخلّدة لخمسينية الاستقلال لهذه السنة ستكون ثرية وتجسّد الثقافة التاريخية لدى الشباب الجزائري، منها نشاطات تاريخية، محاضرات، زيارات، وقفات وندوات وذلك بالتنسيق مع جميع الجمعيات، مضيفا في حديث لـ ''الشعب'' أنّ الفكرة هدفها تجسيد الهوية الوطنية.
وأبرز في هذا السياق، أنّ رسالة اللجنة الولائية لإحياء الأعياد الوطنية والمناسبات التاريخية هي إيجاد الطريقة والآلية المثلى لإيصال الثقافة التاريخية والذاكرة الوطنية لدى فئة الشباب خاصة، مؤكّدا أنّ هذه الفئة واعية بالتضحيات التي قدّمها أجدادها، وعلى حد قوله فإنّه حين يذكر اسم الشهيد يهتز الشاب ويفتخر بمرجعيته التاريخية وثورته العظيمة، فقط هو يبحث عن من يوصل له الثقة ويتقبّلها بقناعة.
وينطلق محدّثنا في حكمه هذا من خلال احتكاكه بالشباب في العديد من المناسبات التاريخية، مشيرا إلى أنّ الاحتفال بخمسينية الاستقلال هو نهاية لبرنامج هذا العام، والدخول في تخليد هذه المناسبة العزيزة على كل الجزائريين عبر برنامج غني بالنشاطات. وقال أيضا أنّ هدفهم هو كيفية الوصول إلى محو آثار الاستعمار الفرنسي من المواقع والأحياء التي سميت بأسماء السفاحين الفرنسيين، وذلك من خلال تفعيل لجنة التسمية وإعادة التسمية طبقا للمرسوم الرئاسي رقم ١٠٤.
وبهذا نصل إلى ــ يقل محمد زليلف ــ المحافظة على الذاكرة التاريخية والهوية الوطنية، علما أنّ اللجنة تعكف على ترسيخ الروح والذاكرة الوطنية من خلال القيام بعدة خرجات إلى أهم المواقع التاريخية الهامة، والمتواجدة على مستوى ولاية الجزائر من بينها سيدي فرج مكان دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر، دار بوقشورة مراد المتواجدة بالرايس حميدو أين اجتمع القادة الست، دار الياس دريش بالمدنية أين نظّم اجتماع مجموعة الـ ٢٢، القصبة مكان تخزين الأسلحة ومكان استشهاد الفدائيين الأربعة رفقةالبطل علي لابوانت، المعلم التاريخي لـ ١١ ديسمبر ١٩٦٠ ببلدية محمد بلوزداد، المعلم التاريخي ٠٢ ماي بالميناء، ومقبرة الشهداء بالكاليتوس، وذلك لفائدة المتمدرسين في الطورين المتوسط والثانوي، وكذا للممتهنين لدى مراكز التكوين المهني لولاية الجزائر.
بالإضافة إلى عدة وقفات ومحاضرات وندوات تاريخية نشطها دكاترة مختصين في تاريخ الثورة التحريرية، وكذا مجاهدين ومجاهدات عايشوا الأحداث، مؤكّدا أنّ التجاوب كان كبيرا من طرف المشاركين من فئة الشباب، الذين اكتشفوا من خلال هذه الندوات أنّهم ينتمون إلى بلد له مجد ومرجعية تاريخية لا تقدّر بثمن.