أثارت الأسئلة التي طرحها الحاضرون بعد ندوة النقاش التي نظمتها »الشعب« بالتعاون مع جمعية »مشعل الشهيد « والتي جاءت تحت عنوان » مرحلة ما بين 19 مارس و5 جويلية 1962 « مسألة كتابة صانعي الثورة التحريرية لتاريخها لأنهم أحق الأشخاص بتدوينه في مذكرات أو عناوين تؤرخ للفصل مهم من صناعة الجمهورية الشعبية الجزائرية.
وفي رد كل من المؤرخ والمحامي عامر رخيلة والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط على سؤال صحفي جريدة » اكسبريسيون« الذي حمل مسؤولية انعدام المعلومات عن تاريخ تلك الفترة كل الفاعلين في صنع أحداثها لتفادي الأسوأ للأجيال القادمة.
وإلى غاية التسعينيات حسب عامر رخيلة فإن الجزائر عرفت خنقا للحريات ولكن أحداث 88 أفضت إلى انفتاح وانبعاث جديد للحريات وأشار أنه استفاد كثيرا من شهادات المجاهدين في تلك الفترة ، كما ذكر أن المجاهدين كانوا متحفظين اتجاه الإدلاء بشهاداتهم التاريخية ولكن يبقى حق المجتمع في معرفة الحقيقة التاريخية.
ومقارنة بدول أخرى كفرنسا مثلا التي تملك 500 عنوان يؤرخ لحرب فرنسا في الجزائر، بينما الجزائر لم يصل عدد المذكرات المكتوبة من طرف المجاهدين والفاعلين في الثورة التحريرية سوى القليل، حيث قال أن المادة التاريخية تحتاج إلى تدخل من السلطات العمومية من أجل توفير مجانية الطبع لتسهيل كتابة التاريخ للحفاظ على ذاكرة الأمة.
وفي هذا السياق كشف عامر رخيلة أن المجاهدين لا يحبذون التعامل مع المطابع العمومية بسبب عدم الجدية في العمل من جهة ومن جهة أخرى بسبب الرقابة الممارسة على الكتب المطبوعة، لذلك قال رخيلة أطبع واترك المجتمع يقيّم.
كما عرّج عامر رخلية في إجابته على إشكالية نسيان أو إهمال إبراز دور الأشخاص والأفراد كرموز للثورة التحريرية والاكتفاء بالحديث عن الثورة كثورة.
وفي إضافة قدمتها المجاهدة الرمز زهرة ظريف بيطاط قالت أن الكثير يلومون الفاعلين في الثورة التحريرية عدم كتابتهم لما عاشوه في تلك الفترة وكل الحقائق التاريخية المرتبطة بتلك الفترة إلى غاية الثمانينات ، وأرجعت السبب ـ حسب تجربتها الشخصية- إلى أن الإنسان عندما يمر بمرحلة صعبة يحاول ألا يتكلم عنها أو يتذكرها لأن المعاناة التي مروا بها شديدة كانت مليئة بالعذاب والحرمان واجهوا أعتى قوة في العالم، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن القرن الواحد والعشرين هو قرن الثورة الجزائرية.
كما يجب الالتزام بالموضوعية في الكتابة التاريخية حتى تنقل الحقيقة كاملة لا زيادة فيها ولا نقصان.
وفي ردها عن سؤال حول المذكرات التي كتبتها قالت المجاهدة زهرة بيطاط ظريف أن مذكراتها التي هي بمثابة تكريم لكل الأشخاص الذين حاربوا وسجنوا معها وساروا معها مشوار الحرية.
وفي سؤال لعبد العزيز مجاهد لواء متقاعد حول تفاصيل العلاقة التي ربطت الحكومة المؤقتة والقيادة العامة للجيش من أجل فهم أدق وقراءة كاملة للتاريخ. في إجابته أكد الدكتور عامر رخيلة أن الحكومة المؤقتة والقيادة العامة للجيش هما تنظيمين لغطاء جبهة التحرير الوطني، وذكر أن الخطر الكبير هو في حسم المسألة بإحداث قطيعة مع الحركة الوطنية، أمر يحتاج إلى ندوات حسب عامر رخيلة ليستطيع الإلمام بهذا الموضوع.
نقاش مثير حول محطة مفصلية
كتابة مذكرات صناع الحدث ضرورة
فتيحة / ك
شوهد:359 مرة