النضال في الحركة الوطنية ساهم في رفع مستوى الوفد الجزائري المفاوض

''ايفيان'': القطيعة النهائية مع الاستعمار الفرنسي

حكيم/ب

ربط الدكتور عامر رخيلة أستاذ العلوم السياسية كفاءة الوفد الجزائري المفاوض في اتفاقيات «ايفيان» بالتجربة والاحترافية الكبيرة التي اكتسبها من النضال في الحركة الوطنية.
وقال الدكتور في ندوة نقاش نظمها منتدى «الشعب» بالتعاون مع جمعية «مشعل الشهيد» أن جل الوفد المفاوض من كريم بلقاسم الى رضا مالك وغيرهم قد مروا على حزب الشعب الجزائري أو حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي أنشأت في ١٩٤٦ والتي خلفت حزب الشعب بعد أحداث ٨ ماي ١٩٤٥ أو المنظمة الخاصة التي كانت الجناح العسكري لحركة انتصار الحريات الديمقراطية التي أنشأت في ١٩٤٧ وضمت خيرة أبناء الجزائر والذي كان لهم فيما بعد شرف تفجير الثورة من محمد بوضياف الى حسين آيت أحمد ومحمد بلوزداد وديدوش مراد.
ومن الهيئات التي ساهمت في تكوين المناضلين اللجنة الثورية للوحدة والعمل ومجموعة الستة ومجموعة التسعة، وعليه فثقافة التفاوض والتعامل مع المستعمر الفرنسي التي بدأت مع نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب وغيرها من الحركات السالفة الذكر فقد كانت تحررية وليست استقلالية مثلما هو الشأن في كفاح البلدان الشقيقة ضد الاستعمار.
وقد انعكس هذا المسار الطويل على قهر فرنسا التي عجزت بكل حيلها الحربية والدبلوماسية من التأثير على أهداف الثورة أو إفشال عزيمة جبهة وجيش التحرير الوطني والشعب الجزائري.
وبالفعل فرغم المراحل الصعبة التي مرت بها الثورة في البداية من خلال انقسام حركة انتصار الحريات الديمقراطية الى مصاليين الذين كانوا يفضلون تأجيل العمل الثوري وأنصار اللجنة المركزية الذين طالبوا بتعجيل العمل الثوري لأننا كنا متأخرين بالمقارنة مع تونس والمغرب ثم العمل على تنظيم الثورة، كما أن الكثير من التيارات ترددت في البداية في دعم الثورة وهذا الى غاية ١٩٥٦ تاريخ انعقاد مؤتمر الصومام الذي وحد كل الفعاليات حيث كان للتكوين السياسي العالي المستوى وتسطير إستراتيجية محكمة يكون قد ساهم في تذليل كل العراقيل والصعاب.
كما كان للمستوى الثقافي والفكري للحكومة المؤقتة الجزائرية التي تأسست في سبتمبر ١٩٥٨ دورا بارزا في الترويج للقضية الجزائرية على المستوى الدولي ومجابهة سياسات شارل ديغول الذي كانت تعول عليه فرنسا لوقف زحف الثورة الجزائرية داخليا وخارجيا وبالفعل ازدادت شراسة المعارك الحربية والدبلوماسية على عديد الجبهات لتعترف فرنسا مرغمة على التفاوض مع الجزائر، وتوقيع اتفاقيات ايفيان بكامل السيادة للجزائر.
وقال رخيلة أن الصراع بين السياسي أو المثقف، والعسكري أثناء الثورة قد ظهر ببروز قيادة جيش الحدود الذي كان فيه الرئيس الراحل هواري بومدين وهو ما أحدث الكثير من المشاكل فيما بعد مع الحكومة المؤقتة وامتد الصراع الى غاية مؤتمر طرابلس جوان ١٩٦٢ لتعيش الجزائر  اوضاعا صعبة مازلنا نعيش تبعاتها الى غاية اليوم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024