عاد فريق شباب بلوزداد إلى جو التتويجات بعد فوزه، يوم أمس، بكأس الجمهورية، للمرة السابعة في تاريخه، بعد غياب طويل استمر منذ 2009، حيث أن أغلب المتتبعين كانوا يرشحون وفاق سطيف للتألق والفوز بالتاج التاسع له، لا سيما بعد تتويجه بلقب الرابطة المحترفة الأولى منذ أسابيع قليلة من جهة .. ومن جهة أخرى لم يسبق للوفاق وأن خسر نهائي كأس الجزائر قبل يوم أمس.
ويمكن القول أن شباب بلوزداد اعتمد خطة ذكية رسمها المدرب بادو زاكي الذي امتص تدريجيا خطر « النسر الأسود « بتكثيف اللاعبين في وسط الميدان، والتركيز على سرعة المهاجمين منذ البداية عندما كان لاكروم كرأس حربة، والذي أقلق المدافع كنيش في العديد من المرات .
كما أن خبرة اللاعب يحي شريف تم استغلالها بشكل موفق حيث كان يلعب بالقرب من المهاجم الرئيسي و يتداول على الكرة مع فاهم بوعزة، مما أبقى عددا من لاعبي وسط الوفاق في منطقتهم وحد من الفعالية في الخط الأمامي للوفاق. وبالتالي، فإن العمل الكبير الذي قام به مدرب شباب بلوزداد ظهر من الناحية التكتيكية، أين أرغم الوفاق على البقاء بعيدا عن خط 18م وانتظار اللحظة الحاسمة التي تمكن بفضلها يحي شريف من إهداء الشباب التتويج السابع في مسيرته .. وأعاد أصحاب الزي الأحمر والأبيض الذكريات الجميلة لهذا الفريق الذي يحوز العديد من الألقاب على فترات مختلفة لتاريخ الكرة الجزائرية، بداية من جيل اللاعبين أمثال لالماس وكالام، مرورا بجيل كل من كو يسي، لعريبي، العم، وجيل علي موسى، دوب، بختي وحاليا أثبت كل من نعماني، صالحي، بوعزة أنهم قادرون على الوصول إلى القمة مع فريق شباب بلوزداد.
والكل يتذكر الصعوبات التي عاشها الفريق في بداية الموسم والتي أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين، أين كان الشباب يتخبط في المراتب الأخيرة للرابطة المحترفة الأولى .. لكن تمكن المسيرون من وضع استراتيجية في التنظيم واستقدام المدرب بادو زاكي الذي بدأ يحسن التشكيلة من الناحية الفنية بشكل تدريجي إلى غاية الوصول إلى إنقاذ شباب بلوزداد من السقوط، والتفرغ لمنافسات الكأس بشكل أفضل . ولعب « أبناء لعقيبة « مباراة نصف النهائي أمام اتحاد بلعباس بعزيمة كبيرة و تمكنوا من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى النهائي بعد سلسلة ضربات الترجيح أين تألق الحارس صالحي .. وهو الأمر الذي فتح أبواب الأمل للاعبين والطاقم الفني للعودة إلى الواجهة الكروية الوطنية .. رغم المشاكل المالية التي عرفها الفريق أثناء التحضير للمباراة النهائية .. لكن المسيرين طمأنوا اللاعبين بالنسبة لمستحقاتهم، مما جعلهم يركزون بشكل كبير على الجانب التقني للمباراة النهائية التي قدموا فيها مجهودات كبيرة و طبقوا الخطة التكتيكية بشكل موفق.
وفي الجهة المقابلة، فإن الوفاق لم يظهر بالمستوى الذي أظهره في المقابلات الماضية، لا سيما في الدور نصف النهائي وتأثر بالرسم التكتيكي للمنافس، حيث أن لاعبي الوسط وجدوا صعوبة كبيرة في إيصال كرات ذكية للمهاجمين .. ويكتفي» النسر الأسود « بلقب البطولة بعدما كان يسعى لجمع اللقبين وتحقيق ثنائية هذا الموسم، خاصة وأنه قدم مستويات كبيرة ويعتمد على تشكيلة ثرية بقيادة المدرب المحنك ماضوي .. و في كرة القدم كل الاحتمالات واردة .. فالفريق الذي أحسن استغلال الفرصة تمكن من الفوز وصنع صورا مميّزة على أرضية الملعب والمدرجات .. كما أن الأفراح انطلقت مباشرة بعد إعلان الحكم غربال عن نهاية اللقاء في بلوزداد ...
