تطرق السفير الصيني في الجزائر «ليو يوهي» الذي حل أمس ضيفا بجريدة «الشعب» إلى الأزمة السورية وموقف بلاده منها، حيث شدد على ضرورة حلها سلميا بعد أن تحولت إلى مأساة انسانية حقيقية خلفت بعد أكثر من سنتين من الإقتتال الداخلي أزيد من ٨٠ ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين.
وقال السفير الصيني أن بلاده تحاول بذل كل جهودها للوصول إلى حل سياسي يجنب البلاد والمنطقة تصعيدا عسكريا غير محمود العواقب.
وأشار إلى أن هنالك من ينتقد «الفيتو» الذي تستخدمه الصين في مجلس الأمن ضد التدخل العسكري، لكن هذا لا يهمنا ـ كما أضاف ـ لأن بلادنا تدافع في الأساس على مباديء الأمم المتحدة، وعلى رأسها مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول، خاصة إذا تعلق الأمر باختيار الأنظمة أو تغييرها.
فكل الشعوب لها الحق في إختيار من يحكمها، ومن الضروري وضع الثقة في إمكانية الشعب السوري إيجاد حل يخرجه من الأزمة التي يتخبط فيها منذ ربيع ٢٠١١.
الصين، ـ كما قال ـ «ليو يوهي» شاركت قبل سنة في مؤتمر جنيف لتسوية الأزمة السورية، وهي تدعم بشكل مطلق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، كما أنها ترحب بعقد مؤتمر دولي آخر قد ينجح فيما أخفق فيه الأول، وقد يتجاوز الإختلافات التي تميز الموقف الدولي بشأن الصراع في بلاد الشام.
وذكر السفير الصيني بأن بكين استقبلت ممثلين عن الطرفين (النظام والمعارضة) في سوريا لمحاولة إيجاد أرضية تفاهم تقضي إلى توافق وتسوية، لكن هذه الجهود اصطدمت برفض من هذا الطرف وتعنت من الآخر.
المشكل السوري معقد كما قال «ليو يوهي» بل وأكثر تعقيدا من المسألة الليبية،، لهذا يجب على المجتمع الدولي أن يواصل جهوده لانهاء هذه المأساة التي أخذت أبعادا إقليمية خطيرة.
وبخصوص القضية الفلسطينية، عاد السفير الصيني بالجزائر، إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الصين ما بين ٥ و١٠ ماي والتي تزامنت مع زيارة الوزير الأول الاسرائيلي نتنياهو إلى بكين أيضا.
وأشار السفير إلى أن الصين جددت تأكيدها لعباس، تمسكها بمبدأ حل الدولتين وإقامة سلام دائم في المنطقة واحترام حدود الدولة الفلسطينية التي تقوم على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها القدس.
كما شددت على أن الحوار ووقف الاستيطان واحترام المباديء التي أقرتها الأمم المتحدة سبيل أساسي لإقرار الاستقرار بهذه المنطقة الساخنة.
وبالمناسبة طرح الرئيس الصيني «شي جينبيغ» أربع نقاط لتسوية القضية الفلسطينية أولها، التمسك بإقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، ثانيا التمسك بالمفاوضات، ثالثا التمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام ورابعا الدعم الدولي الضروري لدفع عملية السلام.