تغييب النخبة وانعزال المثقفين عن السياسة خطر يهدد المجتمع

مبادرة صناعة الغد وتفتح النقاش

حبيبة غريب

اليقظة والاستشراف الثقافي لأفاق 2030... حلول لتدارك الخلل

إن النخبة المثقفة مطالبة اليوم أكثر من ذي قبل، بتقلد مسؤولياتها تجاه المجتمع الجزائري ولعب الدور الهام المنوط بها كمنارة توجه الآراء الصحيحة وأيضا كحلقة توازن بين الساسة والشعب. وقد حان الوقت، بحسب المشاركين في ندوة نقاش، احتضنتها، أمس الأول، مكتبة الحامة بالجزائر العاصمة، لتدارك التغييب والانعزالية التي يعرفها المثقف الجزائري اليوم، والتفكير في استشراف ثقافي لتصحيح الأوضاع مستقبلا.
كشف الوزير الأسبق ورئيس رابطة «صناعة الغد» د. بشير مصيطفى، أن «الندوة التي حملت شعار «المثقف والمجتمع»، هي أول اللقاءات التي تؤسس لمشروع الاستشراف الثقافي لـ15 سنة القادمة بالجزائر»، مشيرا في تصريح لـ «الشعب»، على هامش الأشغال، أن «فكرة اليقظة الثقافية التي تدخل في إطار مبادرة صناعة الغد هي خارطة طريق لأفاق سنة 2030، وأن العمل جارٍ بها في عدة دول: تونس، مصر، المغرب وأوروبا، أين تتواجد مكاتب رابطة صناعة الغد».
والهدف من هذه المبادرة، يقول مصيطفى، «هو إعادة ترميم الوضع الثقافي في الجزائر، مع الاستعانة بـ3 أدوات هي: ندوات النقاش، تسويق منتجات اللقاء إلى السلطات وخاصة السلطات الثقافية وكذا نشرية اليقظة وكتاب اليقظة الثقافي الذي سيصدر خلال السنة الجارية ويشمل مجموع الحوار الوطني حول هذا الموضوع».
كما تهدف المبادرة أيضا، يقول مصيطفى، «إلى بناء ثقافة بناءة وفعالة في معالجة قضايا البلاد المختلفة، لمقاومة الركود الجاري في الساحة وتهميش وانعزالية المثقفين، والذي وصل إلى حد يستدعي اليوم ضرورة واستعجالية تحريك الساحة الثقافية وبالتالي النخبة التي تصنع النص».
عن ظاهرة غياب المثقف الجزائري عن السياسة وعدم استشارته عند اتخاذ القرار، بل الذي لم يعد له وزن في الساحة، أجاب مصيطفى قائلا إنه يمكن اليوم تدارك ذلك بالسهر على «اصطياد الإشارة الثقافية، قي المعطيات واستخلاص الدروس والتصدي للعملية الممنهجة لتفكيك المنظومة الثقافية، على غرار التدهور الذي شهدته منظومة التعليم والتربية وغيرها..».
ولابد اليوم، بحسب المتحدث، من تدارك كل النقائص المشار إليها بالعمل على «ثتمين قيمة المثقف قي سلسلة المراكز الثقافية والمراكز الأمنية وتشجيع وسائل الإبداع، النشر والمرافقة من السلطة الثقافية، كما كان الحال في السبعينيات من القرن الماضي، حيث كثرت فضاءات النشر والترويج للإبداع والمواهب الثقافية الجزائرية»..
للإشارة، فقد تطرقت أشغال الندوة الأولى من سلسلة ندوات اليقظة الثقافية – استشراف الثقافة 2030، التي نظمتها رابطة مبادرة صناعة الغد بمعية الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، إلى حال الوضع الثقافي الراهن بالجزائر وإلى مكانة المثقف المهددة اليوم «بالمصالح السياسية الخاصة والمال الفاسد»؛ مكانة تعرف ركودا خطيرا قد يعود سلبا على المجتمع الجزائي ويخلق عدم توازن خطير، ويفاقم أكثر ظاهرة تشتت وتغييب الكتاب والأدباء الجزائريين، وبالتالي فتح المجال أمام الأفكار والإديولوجيات الدخيلة والمهددة للهوية والقومية الجزائرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024