أشرفت، أمس، وزيرة الثقافة خليدة تومي، بفندق الهيلتون على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول «تراث المغرب العربي في العصر الرقمي»، من تنظيم المدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها، بالتنسيق مع جامعة باريس ٨ الفرنسية، حضره خبراء وأساتذة من الجزائر وفرنسا .
أكدت الوزيرة تومي في كلمة الافتتاح، أن الملتقى الذي يدخل في اطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية واحياء شهر التراث، مبادرة هي الأولى من نوعها للاستفادة من خبرات وتجارب أساتذة جزائريين عبر ورشات ومداخلات تتناول مواضيع مختلفة حول رقمنة التراث المغاربي، خاصة أن الظرف الحالي ـ كما قالت ـ يفرض التوجه إلى الرقمنة لحفظ التراث المادي واللامادي، مشيرة أن الملتقى فضاء مفتوح للنقاش وتبادل الأفكار ووجهات النظر حول الاشكالية، مبرزة دور مواقع المؤسسات التراثية عبر الانترنت في تثمين التراث وحفظه، يسهل على الباحثين والمهتمين الاطلاع عليه. واوضحت ان العناية بالتراث والمتاحف لم تكن وليدة اليوم قائلة: «منذ ٢٠٠٢ تم اعتماد سياسة نشيطة عبر إنشاء متاحف جديدة وإعادة الاعتبار للموجودة إذ كان عددها لا يتجاوز ٧ في عام ٢٠٠٢ وحاليا يوجد ١٨ متحفا وطنيا و٥ جهوية و٢٤ موقعا أثريا بمجموع ٤٨ مؤسسة تراثية ثقافية، هذا بالاضافة إلى أن هناك مخططا لإنجاز ٤٥ متحفا في آفاق ٢٠١٥».
مشيرة إلى أن التطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم حاليا تستدعي التكيف معها ومواكبتها ورفع التحدي للحفاظ على تراث المغرب العربي المادي واللامادي، وأبرزت أهمية التكوين في هذا المجال معتبرة أن أول خطوة في العملية هي تكوين خبراء جزائريين في الرقمنة لأنهم «أحسن من يتعامل مع هذا التراث ويصونه» كما قالت، مضيفة أن هذا ما تسعى إليه المدرسة الوطنية للترميم وحفظ الأملاك الثقافية عبر عقد اتفاقيات تعاون مع جامعات ومعاهد أجنبية. مذكرة أن الرقمنة في الكثير من الدول، خاصة المتقدمة، عرفت تطورا ملفتا «فمن الضروري الاستفادة من خبراتهم، تماشيا مع المتغيرات الحاصلة، وهذا الملتقى هو مقدمة لملتقيات أخرى في هذا المجال وهي إستراتيجية تتطلب إمكانيات كبيرة لإنجاحها ميدانيا. واستغلت الوزيرة الفرصة لدعوة الخبراء والأساتذة الأجانب الحاضرين في الملتقى لزيارة متحف باردو الذي أعيد افتتاحه مؤخرا، مفتخرة بجهود مكاتب الدراسات والمهندسين المعماريين الجزائريين الذين قاموا ـ حسبها ـ بعمل كبير لإعادة فتح المتحف في أبهى حلة. من جهتها أشارت ''سو ديفران'' أستاذة بجامعة باريس ٨، أن هذا الملتقى سيعقبه مؤتمرين أخرين في السنتين القادمتين، في إطار اتفاقية تعاون لثلاث سنوات بين جامعة باريس ٨ والمدرسة الوطنية لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها.