لا يزال المشروع الكبير الخاص بقطاع النقل والمسمى «حلقة الجنوب للسكة الحديدية»، يطرح العديد من التساؤلات ، إثر توقفه منذ سنوات رغم الأغلفة المالية الكبيرة المخصصة للقطاع.
رغم تجديد الخط الرابط بين مدينتي بسكرة وتقرت بولاية ورقلة في أكتوبر ٢٠١٠، والذي أشرفت على متابعته وكالة الدراسات والإنجاز للسكك الحديدية «انيسريف» ويشمل خطين على مسافة ٢٤٠ كلم، إلا أن تمديد المشروع على مسافة نحو ١٨٠ كلم، والمدينة الجديدة حاسي مسعود على مسافة ١٦٠ كلم، وصولا إلى ولاية غرداية ثم الأغواط.
بولاية الجلفة يمتد المشروع على مسافة إجمالية تصل إلى نحو ٨٠٠ كلم، يشهد تأخرا كبيرا، حيث لم تتعد مرحلة إعداد الدراسات الأولية بعد، رغم أن العملية أوكلت إلى عدد من مكاتب دراسات من كندا وفرنسا واسبانيا والجزائر، وهي دراسات صعبة جدا مقارنة ببقية ولايات الوطن بالنظر إلى معطيات بيئية تتعلق أساسا بالطبيعة والمناخ.
وتكمن أهمية هذا المشروع المتوقف، والذي يندرج في إطار مشاريع النقل الكبرى بالسكة الحديدية التي برمجتها الدولة على المستوى الوطني ضمن برامج التنمية المرصودة خلال الخماسي الأخير، في تحسين الخدمات المقدمة للمسافرين والناقلين على حد سواء، وفي تلبية احتياجات الجنوب نظرا لأهميته الاقتصادية والاجتماعية خاصة من ناحية تنقل الأشخاص ونقل البضائع والعتاد والتجهيزات وفي ربح الوقت وتقليص الأعباء على المستثمرين، كما تكمن أهميته أيضا في فتح مناطق جديدة للعمران والاستثمار.
لكن المشروع لم ير النور لحد الساعة،رغم الأولوية التي أولتها البرامج التنموية للنقل بالسكك الحديدية للمشروع كعامل من عوامل التنمية والتقدم في سبيل تخفيف الضغط على شبكة الطرق البرية الوطنية.