دعم الاستثمار في البيئة لتحقيق التنمية المستدامة

بمبادرة من الشبكة الجزائرية للنساء في الاقتصاد الأخضر تم يوم الخميس الماضي تنظيم أول ملتقى حول المقاولة وإقحام المرأة في الاقتصاد الأخضر، من أجل تنمية مستدامة ومدن وصناعات نظيفة وزرا عة خضراء.
وحسب كاتبة الدولة المكلفة بالبيئة السيدة دليلة بوجمعة، فإن الاقتصاد الأخضر يعد طريقا للتنمية المستدامة وأن حماية البيئة وكل ما يتعلق بنظافة المحيط لا يرمز إلى الدراسات وما شبه ذلك، وإنما استثمارات ضخمة وفرص عمل لا يستهان بها،  وجب استغلالها واستفادة الاقتصاد الوطني منها.
وأضافت السيدة بوجمعة أنه آن الأوان لإصلاح التدمير الهائل الذي شهدته البيئة منذ سنوات طويلة، من خلال وضع الميكانيزمات اللازمة لبعث صناعة بيئية تأخذ بعين الإعتبار إشراك كل الفاعلين في المجتمع وخاصة فئة المرأة والشباب.
أما السيدة مارتيار يدال المديرة المكلفة ببرنامج تطوير الاقتصاد الدائم في الجزائر، والممثلة عن ألمانيا في إطار التعاون بين البلدين والاستفادة من التجربة المتقدمة لها في مجال الاقتصاد الأخضر، فقد اعتبرت من جهتها أن إنشاء شبكة للنساء في الاقتصاد الأخضر لضمان شراكة مستدامة من شأنها دعم المجهودات التي تبذل في إطار توسيع المشاركة المستقبلية للنشاط الخاص بإرساء اقتصاد أخضر ذو مردودية مربحة وبيئة نظيفة.
هذه الأهداف لن تتحقق بحسب السيدة ريدال، إلا عن طريق ترقية الاقتصاد الخاص، تكون فيه للمرأة والشباب على حد سواء مكانة هامة تفسح لهم المجال لامكانية الوصول إلى المعلومة والتكوين، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة طريق وتحديد القطاعات التي تسمح بتحقيق أهداف الإقتصاد الأخضر وتوفير المزيد من مناصب شغل، مع الأخذ بعين الإعتبار كل العراقيل التي تواجهها فئة المقاولين المستثمرين في هذا النوع من المشاريع ووضع آلية للتعاون والشراكة مع أصحاب التجارب الناجحة في هذا المجال .
الإستثمار في الإقتصاد الأخضر مجال يعد مثمرا «بحسب مداخلات العديد من الخبراء الإقتصاديين الذين اعتبروا أن الفرص المتاحة يمكنها أن تساهم في تنمية الإقتصاد وترقية الشغل وبلوغ هدف الحفاظ على البيئة، خاصة وأن الوزارة المعنية سطرت برنامجا ضخما يمس كافة القطاعات كما أن وكالات دعم تشغيل الشباب وانشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وضعت ضمن أولوياتها دعم المشاريع المرتبطة بالإقتصاد الأخضر وحماية البيئة .
اللقاء كان فرصة لعرض تجارب عدة نساء مستثمرات في مجال الحفاظ على البيئة، تجارب تستحق كل الدعم والتشجيع لإهتمامها بفروع جديدة غير مسبوقة في الجزائر، الأمر الذي يؤكد مدى إهتمام المرأة بنظافة المحيط وبضرورة نشر ثقافة الحفاظ عليه .