ما تزال وفود الشباب في ورقلة تتوافد تباعا على صالون التوظيف في صفوف الأمن المنظم على مدار ثلاث أيام بقصر الثقافة، يملأهم أمل كبير في الظفر بمنصب عمل في جهاز الأمن، خاصة وأن الكثير منهم من خريجي الجامعات وحتى الذين لم يحالفهم الحظ في مواصلة دراستهم، كانوا في تلك الطوابير البشرية التي غص بها الصالون،لاسيما وأن الإستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها مديرية الأمن حفزتهم على الترشح ووضع الملفات من خلال التوظيف المحلي بعد أن كان مركزيا، مؤكدين أن شباب الجنوب يريد فرص عمل فقط وليس إحداث البلبلة كما يروج، مستنكرين بذلك الأعمال التخريبية .
في هذا الإطار نظمت مديرية الموارد البشرية ملتقى تحسيسيا بجامعة قاصدي مرباح بورقلة لصالح الطلبة من مختلف الإختصاصات تحت شعار «التوظيف المحلي واقع ملموس ...تسهيلات فعلية» ، لاطلاعهم على الإستراتيجية الجديدة للتوظيف التي اعتمدتها المديرية العامة عملا بالمرسوم ١٢ ـ ١٩٤ المتعلق بالمسابقات المهنية ، وشرح مختلف التسهيلات المعتمدة والامتيازات الممنوحة لموظفي الأمن بهدف تشجيع الالتحاق بهذا الجهاز لاسيما بالنسبة للعنصر النسوي الذي هو قليل مقارنة بالذكور ، وهو تم التأكيد عليه مرارا .
وعمل محمد بن عيراد مدير الموارد البشرية بالمديرية العامة للأمن الوطني على شرح كل التفاصيل المتعلقة بهذا الخصوص بدءا من التدابير التطبيقية العامة الجديدة للتوظيف التي تستند إلى تكريس نمط المسابقة على أساس الشهادات كنمط توظيفي إضافي، والمناصب المالية المخصصة، وكذا الإطار التنظيمي لها وكيفية فتحها وإجرائها محليا من خلال حصرها في الإطار الجغرافي للولاية المعنية، بعدما كانت وطنية وجهوية إلى غاية الإعلان عن النتائج.
واستعرض بن عيراد مطولا الإجراءات التنظيمية للتوظيف في صفوف الأمن وكذا التحفيزية من خلال تمديد آجال إجراء المسابقات والامتحانات والفحوص المهنية ،
وكذا صلاحية القائمة الاحتياطية وتمديد العمل بها لسنة كاملة، قصد السماح باستغلال أمثل للمناصب المالية المفتوحة، وكذا إضفاء الشفافية على كامل العمليات المتعلقة بالمسابقات والامتحانات من خلال الإشهار لعروض التوظيف بمختلف الوسائل المتاحة، ناهيك عن اتباع الرقابة البعدية من طرف مصالح الوظيف العمومي.
وأوضح المتحدث أن السياسة العامة للتوظيف بالقطاع من خلال البرنامج الخماسي ٢٠١٠ ـ ٢٠١٤ سيمكن المديرية من بلوغ ٢٠٠ ألف موظف أي بمعدل توظيف ١٦ ألف موظف سنويا، ناهيك عن اعتماد أنماط تسيير ترتكز أساسا على العمل الاستشرافي بتكريس مقاربة الكفاءات والتحفيز المهني باعتماد التسيير التوقعي، كما تم وضع ميكانيزمات متعلقة باستعمال شبكة المعلوماتية لتقليص فترة التوظيف والتي هي حاليا لا تتجاوز ٠٣أشهر بعدما كانت ١٦شهرا، كاشفا عن التحاق ٣٠٠ موظف بالجهاز بورقلة بعد إيداع ملفاتهم في ظرف ثلاثة أشهر .
كما تحدث بن عيراد على امتيازات العمل بولايات الجنوب وخصوصيته من عطلة سنوية تصل إلى ٥٠ يوما، منحة الجنوب التي تترواح بين ٢٥٪ إلى ٤٠٪ تختلف بحسب المناطق، التكفل بمصاريف النقل الترقية، تخفيض الأقدمية المطلوبة للمشاركة في الامتحانات المهنية وكذا الخدمات الاجتماعية من أداء المناسك والتغطية الطبية ومساعدة اجتماعية .
وفي المقابل استمع مدير الموارد البشرية بالمديرية العامة للأمن الوطني مطولا للانشغالات والأسئلة التي أثارها الطلبة حول كيفية الالتحاق بصفوف الجهاز، حيث تم إثارة مشكل الحجاب بالنسبة للعنصر النسوي الذي طرح بقوة من طرف شابات ورقلة الراغبات في الترشح، وهو الأمر الذي وقف عنده بن عيراد وقال أن الأمر ممكن من خلال الخدمة المدنية في قطاع الأمن وهو ما استحسنته الحاضرات بعد أن كان مشكلا يؤرقهن ويقف عائقا أمام التحاقهم بالهيئات النظامية والاستفادة من مختلف الامتيازات.
من جهتهم استحسن الشباب الخطوة التي أقدمت عليها المديرية العامة للأمن الوطني، مشيرين إلى أن المناصب المالية المفتوحة كفيلة بامتصاص البطالة في صفوف شباب ورقلة