الجزائريون يودعون علي كافي في جو من الخشوع

جثمان الفقيد يجوب شوارع العاصمة في موكب جنائزي مهيب

آسيا مني

لم يفوت، أمس، محبو ورفاق فقيد الجزائر والأمة العربية الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة المجاهد علي كافي، توديعه إلى مثواه الأخير بعد أكثر من ٨ عقود مرت جلها في خدمة الوطن والترحم عليه بقصر «الشعب»، حيث كان التقى العديد من الشخصيات الوطنية والتاريخية والدبلوماسية التي أشادت بخصال الرجل... الذي صنع تاريخ الجزائر المحتلة والمستقلة، كان على رأسها الوزير الأول عبد المالك سلال والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك ڤنايزية.
كانت الساعة تشير إلى تمام الـ ٨ و٢٥ دقيقة صباحا، عندما وصل جثمان علي كافي إلى قصر الشعب مسجى بالراية الوطنية يحمله ضباط سامون في  الجيش الوطني الشعبي، الذين قاموا بوضعه ببهو قصر الشعب لتمكين أعضاء الحكومة ومختلف الأسلاك النظامية والشخصيات السياسية والمواطنين، من الترحم على روحه الزكية. بطل الجزائر وقائد الولاية التاريخية الثانية إبان الثورة التحريرية.
كان قصر الشعب فضاء مفتوحا جمع بين المسؤولين والمواطنين، الذين ترحموا عليه بعد أن شهدوا له بإنجازات تؤكد على أن الرجل كان عظيما، مشيرين إلى أنهم لا يملكون في هذا المصاب الجلل إلا أن يعزوا أنفسهم في فقيد الجزائر والأمة العربية.
وفي هذا الإطار، أجمع الكل على أن المرحوم  كان رجلا في قمة التواضع خدم بلده في وقت كانت تمر فيه بأوضاع جد حرجة وبإخلاص وتفان وأنه رغم رحيله لا يزال حيا في قلوب كل الجزائريين، وقد تواصلت مراسيم الترحم على فقيد الجزائر ما يقارب ٤ ساعات، إلى غاية وصول رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي ترحم على فقيد الجزائر، وتلى فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة ليفسح له المجال بعدها لمرافقة الموكب  الجنائزي، الذي انطلق من قصر الشعب باتجاه مقبرة العالية.
وكانت الساعة تشير إلى تمام الواحدة والنصف عند خروج الموكب الجنائزي، الذي كان يحمل جثمان شخصية وطنية تاريخية لطالما أحبها الشعب الجزائري وكن لها كل الاحترام والتقدير، كان مسجى بالعلم الوطني، فوق عربة عسكرية مغطاة بورود وأزهار من مختلف الألوان، وكان محاطا بعناصر الأمن الوطني ممتطية الدراجات النارية  .
لحظات تأثر بالغة وسط المواطنين، الذين اصطفوا في جو من الخشوع والترحم على حواف الشوارع انطلاقا من قصر الشعب  مرورا بشارع ديدوش مراد، ونهج جيش التحرير الوطني، إلى غاية وصوله إلى مقبرة العالية ببلدية باب الزوار التي اجتازها الموكب  الجنائزي .
وقد نوه المواطنون ممن قدموا لإلقاء النظرة الأخيرة على الرئيس السابق لـ «الشعب»، بهذه المناسبة الأليمة بالشخصية الفذة التي وهبت حياتها فداء للوطن حيث أشادوا بكفاح الفقيد ومشواره، واصفين إياه بالشخصية الوطنية والمناضل ورجل الدولة المخضرم، مؤكدين مساهمته بشكل كبير في بنائها بعد الاستقلال وبهذه الخصال الحميدة فضل الجزائريون والجزائريات توديع الروح الزكية لـ «علي كافي».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024