عبر عبد السلام عباد ضابط جيش التحرير عن تأثره البالغ لرحيل علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة، واصفا الحدث بالحزين على كل الذين عملوا مع الفقيد في مختلف الحقب التي مرت بها الجزائر والذين تقاسموا معه النضال من الجل الحرية والسيادة.
وقال عباد في تصريح لـ «الشعب» أمس، أنه تأثر كثيرا لفقدان المجاهد كافي الذي يعرفه جيدا ورافقه بالولاية التاريخية الـ ٢ وتحديدا في شهر أفريل عام ١٩٦٠ ، ويذكر هنا بهذه الحقبة من تاريخ التحرر الوطني حيث كان كافي مريضا، ذهب به قادة الثورة إلى العلاج بتونس بأمر من رئيس الأركان هواري بومدين..
وواصل عباد في سرد شهادته لنا عن خصال ومناقب الفقيد كافي «كان معنا اللواء محمد عطايلية، لكحل عياط، عبد الحميد براهيمي.. كنا ننتظر عودة المجاهد الكبير قائد الولاية الثانية التاريخية بداية ١٩٥٨ بعد تعيين بن طوبال وزيرا للداخلية بالحكومة المؤقتة، لكن لم يحدث أي شي من هذا القبيل، فعين مكانه بالولاية الـ ٢ يزيد بن يزار».
عن دور المجاهد النضالي وخصاله، قال عبد السلام عباد في سرده لحقائق الأشياء دون القفز على أدق التفاصيل «كان مناضلا صنديدا لا يعرف الكلل، قوي الطبع والصرامة يرفض التنازل عن المبادئ الثورية والمساومة عن قيم الحرية وواجب الوطن . التحق بالثورة مبكرا واقتنع حد الثمالة بأن الكفاح المسلح وحده كفيل باستعادة السيادة.. اقتنع بأن السلاح خيار أمثل لإسماع القضية الجزائرية وزعزعة أركان النظام الاستعماري المردد على الملأ مغالطات وأكاذيب عن الأمة الجزائرية متنكرا لوجودها عبر العصور والحقب».
وحسب عباد فإن كافي الذي عرف بالتواضع وكسب ثقة الجميع بحنكة في القيادة وإدارة الشؤون «سرد هذه الأمور في مذكراته التي على عكس الكثير من القادة فضل نشرها وهو حي».
عن أي صفة طغت أكثر على القائد العسكرية أم السياسية أجاب الضابط عباد أن المرحوم وفق بين المسألتين. وجمع بين الممارسة العسكرية والسياسية حسب مواقع النضال والمسؤولية المسندة إليه.
وعلى هذا الأساس قال عباد: «جمع المجاهد كافي بين الاثنين. كعسكري أدى المهمة على أحسن حال. لم يغلب طموحه على تأدية الواجب في سبيل الوطن. كسياسي نجح في التسير وتنفيذ المهام بحكم ثقافته الواسعة ونظرته البعيدة والرؤية السديدة فكان بحق مضرب المثل ومصدر مصداقية وثقة».