خيم أمس الحزن على منزل فقيد الجزائر رئيس المجلس الأعلى للدولة المجاهد علي كافي، وزاده رهبة الوجوم المرسوم على وجه رفقائه في الدرب الذين نوهوا بخصال الرجل التي تشهد على تواضعه وزهده في الحياة... واصفين إياه بالشخصية الفذة التي وهبت حياتها فداء للوطن حيث أشادوا بكفاحه ومشواره البطولي في تحقيق ازدهار الجزائر المستقلة.
كانت الساعة تشير إلى تمام ١٧ و٥٠ دقيقة عندما وصل جثمان علي كافي الذي وافته المنية صباح أمس بجنيف (سويسرا) عن سن يناهز ٨٥ سنة اثر مرض عضال ، إلى منزله المتواجد بشارع عبد القادر عزيل بالمرادية ، حيث كان مسجى بالعلم الوطني بعد أن تم نقله مباشرة من المطار الدولي هواري بومدين.
وكان في استقباله بمقر سكناه إلى جانب عائلته شخصيات وطنية وتاريخية جسدت لحظات تأثر بالغة وقف خلالها الحضور في جو من الخشوع والترحم بعد أن تم ملاقاته بالمطار كل من رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد محمد العربي ولد خليفة والوزير الأول السيد عبد المالك سلال ، بالإضافة إلى أعضاء من الحكومة وشخصيات عسكرية وسياسية وكذا رفقاء الفقيد وأفراد من عائلته .
و حمل جثمان علي كافي ضباط من الجيش الوطني الشعبي الذين قاموا بنقلها إلى مقر سكنه حيث ستقام التأبينية اليوم ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بقصر الشعب لتمكين أعضاء الأسلاك النظامية والمواطنين من الترحم على روح الفقيد، ليتم تشييع جنازة الفقيد بعد الظهر بمقبرة العالية على الساعة الواحدة بمربع الشهداء.
رضا مالك: الرجل كان عظيما
مناسبة أليمة لم يفوتها رفيق دربه في الجهاد والنضال رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك الذي قال أن الجزائر اليوم فقدت رجلا من رجالها البررة، حيث كان شخصية وطنية شهد لها التاريخ بإنجازات تؤكد أن الرجل كان عظيما.
واستطرد رضا مالك يقول في تصريح لـ«الشعب» أن علي كافي كان يمتاز بمواهب قيادية عرف بإخلاصه وتفانيه في خدمة البلاد والعباد، مؤكدا في الأخير انه لا يملك في هذا المصاب الجلل إلا أن يعزي نفسه والجزائر دولة وشعبا في فقيدهم الذي كرس حياته فداء للوطن.
الحفيد ريان
علي كافي :
لقنني دروسا
في الوطنية
....ريان كافي الذي بدا متأثرا بوفاة جده قال لنا بنبرات حزن وأسى أن المرحوم لطالما كان بمثابة القدوة والمثال الذي كان يحذو حذوه... كيف لا وهو من لقنه درسا في الوطنية وحب الجزائر والالتزام في سلوكه وفي أي خطوة يخطوها في حياته... فهو الرجل العظيم الذي ورث عنه الأدب والتواضع وعلمه احترام الكبير والصغير.
ريان اعترف بأن عظمة الرجل وإدراكه بأهمية حمل الجيل الجديد للمشعل ودور الشباب في الرقي بالدولة الجزائرية الحديثة، جعلته يحمِّله وهو الحفيد أن ينهل من العلم ما استطاع حتى يتمكن من اعتلاء المناصب العليا ويساهم في صنع مستقبل مشرق، ليكون في مستوى التحديات المقبلة التي تتطلب جيلا متسلحا بالمعرفة وهو الحاضر والأفق الذي يجب على أي شاب جزائري أن يبلغه ويحققه.
...كما شهد له احد جيرانه بالخصال النبيلة والأخلاق العالية التي كان يتحلى بها الرجل ، قائلا: «عرفناه رجلا متواضعا خلوقا أدى حق الجار كما أوصي به الرسول عليه الصلاة والسلام رغم تقلده لأعلى المناصب في الدولة».