استقبل مجاهدو الناحية الشرقية نبأ وفاة المجاهد الكبير علي كافي، ورئيس مجلس الدولة سابقا، ببالغ الحزن والأسى، ومازال رفقاء سلاح الفقيد يذكرون مناقب الرجل، وخصاله، وتفانيه في العمل في المناصب التي تقلدها إبان ثورة التحرير بالولاية التاريخية الثانية أو الشمال القسنطيني.
كانت لنا جولة إلى مديرية المجاهدين لولاية عنابة فور تلقينا نبأ وفاة الفقيد، أين وجدنا بعض رفقاء الراحل، وكان هذا الحوار مع أحد مجاهدي الجهة الشرقية المجاهد زياني غزايلي، الذي يذكر الفقيد علي كافي ومساهمته الكبيرة في الثورة التحريرية بالجهة الشرقية عامة.
«الشعب»: عرفنا بفقيد الجزائر إبان الثورة ؟
المجاهد زيان غزايلي: أولا رحم الله المجاهد الكبير علي كافي واسكنه فسيح جنانه، حقا تلقينا الخبر ببالغ الحزن والأسى، واليوم تفقد الجزائر إبنا بارا، طالما لبى نداء الوطن زمن الحرب والسلم، علي كافي كان رجلا قياديا محنكا إبان الثورة التحريرية الناحية العسكرية الثانية ،كان من جبال الايدوغ إلى غاية ولاية سكيكدة والتي كانت إبان الثورة التحريرية خطوطا وهمية، فالناحية الثانية والجهة الشرقية تقريبا كانتا شيئا واحدا.
الفقيد ينحدر من دائرة الحروش ولاية سكيكدة، كنا إبان ثورة التحرير على التماس المباشر للناحية الثانية، وكان في ذلك الوقت الأخ الفقيد علي كافي ينسق مع كل من المجاهدين عميرات عمار، والمجاهد المرحوم عباس بن شريف، هذين المجاهدين بالخصوص كانا من أشد أصدقاء الفقيد، خاصة في عمليات التنسيق بين جبال الايدوغ وكذا الناحية العسكرية الثانية التي كان الفقيد على رأسها.
@هل هناك مواقف وخصال مازلت تذكرها عن الرجل؟
@@أهم ميزة في الفقيد المجاهد علي كافي أنه كان رجلا حكيما، موزونا،لا ينفعل بسرعة، يقدر الأمور بدقة، ويضعها في نصابها، وحتى إبان الاستقلال، تقلد الفقيد مناصب عليا على رأس الدولة الجزائرية في أوقات حساسة جدا، هو رجل اجماع بكل ما تحمله الكلمة من معاني، حقيقة رجل وطني، يأثر مصلحة الجزائر على الجميع، كما أنه قائد من الطراز الأول، تجده في استعداد دائم خاصة إذا تعلق الأمر بواجب وطني.
@هل بقي علي كافي على رأس الولاية الثانية طيلة الثورة؟
@@كما لا يخفى على أحد منطقة سكيكدة إبان الثورة التحريرية كانت مقسمة على جهتين، شطر يلتحق بالجهة الوسطى وكذا قسنطينة، والشطر الثاني تابع للجهة الشرقية الولاية الرابعة، لكن بعد ١٩٥٩ تقرر إلحاق ولاية سكيكدة بالناحية الرابعة، وبالتالي قام الفقيد بقيادة الناحية الرابعة التابعة للولاية الثانية.
@ كلمة في يوم رحيل المجاهد .
@@اود أن أقول في أقل من عام تفقد الجزائر رجلين كانا لهما باع طويل، وفضل كبير علينا وعلى الجزائر، رحل الشاذلي بن جديد هذا الخريف، وها نحن اليوم نودع رجلا كبيرا، رجلا ضحى بكل ما يملك من أجل الجزائر، ندعو له بالرحمة والمغفرة، تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة واسكنه فسيح جنانه. إنا لله وإنا إليه راجعون.