«الشعب»/ إثر فقدان الجزائر أحد رجالاتها التاريخيين برحيل المجاهد علي كافي إقتربت «الشعب» من عدد من المؤرخين والمجاهدين الذين أجمعوا على ميزة المسار الطويل للرجل إبان الثورة المجيدة من خلال مشاركته مجاهدا وقائدا ضمن صفوف جيش التحرير الوطني، وطيلة سنوات الإستقلال من خلال التزامه بخدمة البلاد حيثما كلفه الواجب وبالذات خلال الظروف الصعبة التي مرت بها مطلع التسعينات.
عامر رخيلة:
«ترك شهادات ساهمت في إثراء الذاكرة التاريخية»
أكد الدكتور عامر رخيلة المؤرخ ورجل القانون، أن الراحل علي كافي كان من بين الشباب المؤثرين في الحركة الوطنية قبل الاستقلال، وأضاف رخيلة في تصريح لـ «الشعب» أمس، أن كافي لم يكن رجلا عسكريا فقط، بل كان يتميز بحنكة سياسية حيث كان له رأي في الأحداث التي وقعت سواء إبان الثورة أو بعد الاستقلال.
ومن الأشياء المهمة التي ساهمت في إعطاء علي كافي وزنه وثقله في جيش التحرير الوطني، أنه كان من رجال الثورة المتعلمين وهو ما سمح له بتقلد مناصب عليا في الدولة بعد الاستقلال أهمها توليه مسؤولية المجلس الأعلى للدولة في فترة صعبة مرت بها الجزائر.
اعتبر عامر رخيلة الراحل علي كافي من بين الشباب الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية قيادة الثورة التحريرية، قائلا.. «علي كافي كان من شباب الحركة الوطنية الذين قرروا وضع حد للمستعمر وتنظيم الصفوف من أجل قيادة مرحلة المقاومة».
وعن دوره إبان الثورة التحريرية ومساره النضالي، أكد رخيلة أن كافي لم يكن رجلا عاديا في الثورة بل كان قياديا وله رأي في مجرى الأحداث حينها بقوله.. «هو لم يكن رجلا عسكريا فقط وكان يتمتع بحنكة سياسية سمحت له أن يكون مؤثرا في مجرى الأحداث .. وأكثر من ذلك فقد سمح له هذا الأمر بتقلد مناصب المسؤولية في جيش التحرير الوطني، من خلال قيادته للولاية الثانية دون نسيان دوره المهم في مؤتمر الصومام».
ولم يقتصر دور الراحل علي كافي على الرجل قيادي خلال الثورة فقط، بل تولى أيضا بعض المهام بعد الاستقلال من خلال تكليفه بمهمة تمثيل الجزائر في بعض الدول سفيرا، وفق ما أكده محدثنا موضحا بأن.. «الراحل تولى بعض مناصب المسؤولية بعد الاستقلال، كما تمت تزكيته كأمين عام للمنظمة الوطنية للمجاهدين».
وخلال الفترة الصعبة التي مرت بها الجزائر في التسعينات لم يدر علي كافي ظهره، بل كان من الرجال الذين وقفوا من أجل الحفاظ على استقرار البلد... «في الفترة الصعبة التي عاشتها الجزائر في فترة التسعينات كان الراحل علي كافي فاعلا في الأحداث، و هذا من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، من خلال توليه مسؤولية رئاسة المجلس الأعلى للدولة وعاش المتغيرات التي عرفها المجتمع في تلك الفترة».
ولم يقتصر دوره حسب الدكتور رخيلة على تولي مناصب المسؤولية، بل كان له دور في كتابة التاريخ من أجل إثراء الذاكرة التاريخية ..، «لقد ترك لنا علي كافي مادة خام حول شهاداته التي كانت مهمة من أجل معرفة خبايا ما حدث، بما أنه كان فاعلا في الأحداث، وأعتقد أن هذه الشهادات ساهمت في إثراء الذاكرة التاريخية».