أكد، أمس، الطيب لوح ـ وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ـ أن المرأة الجزائرية حظيت بمكانة هامة في مخطط ترقية التشغيل ومكافحة البطالة، كاشفا أن عدد المؤسسات المصغرة المنشأة من طرف النساء منذ استحداث جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سنة ١٩٩٧ بلغ ٢٥٨٠٣ مؤسسة خلقت ٧٢٨٨٣ منصب شغل أما على مستوى الصندوق الوطني للتأمين على البطالة فتم استحداث ٥٢٤٢ مؤسسة تمكنت من فتح ١٢٣٣٢ منصب شغل، وثمن الدور الذي تلعبه الاعلامية خاصة على صعيد مرافقة المرأة في الادماج المهني وإنشاء المقاولة واقتحام عالم الشغل.
قال وزير العمل والضمان الإجتماعي الطيب لوح عشية إشرافه على حفل إحياء اليوم العالمي للمرأة أن الجزائر تأتي في طليعة الدول التي أقرت قانون عمل عادل ومنصف للمرأة، يمنع كل أشكال التمييز على أساس الجنس ويكرس تكافؤ الفرص والمساواة بين العمال في الأجور والامتيازات.
وقدم الوزير تشريحا مستفيضا حول وضع المرأة الراهن في مجال العمل والتشغيل بلغة الأرقام، مقدرا عدد النساء العاملات في قطاع الوظيف العمومي بـ١٦٠ . ٦٠٧ إمرأة بنسبة تناهز ٨ . ٣١ من العدد الاجمالي للعمال من بينهن ٧ . ٨٨ بالمائة موظفات و٣ . ١١ بالمائة متعاقدات.
وأوضح الوزير لوح أن المرأة متواجدة في قطاع التربية بنسبة ٤٢ بالمائة و٢٠ بالمائة في الصحة و١٣ بالمائة في قطاع الداخلية والجماعات المحلية و٨ بالمائة في التعليم العالي والبحث العلمي، و٤ بالمائة في قطاع المالية و٢ بالمائة في التكوين والتعليم المهنيين و١١ بالمائة في باقي القطاعات. ولم يخف وزير العمل أن من بين ١٧٧٩٣ عاملة في قطاعه الوزاري توجد ٣٠٤ نساء في مناصب صنع القرار، علما أن النسبة الاجمالية للنساء العاملات في ذات القطاع لا تقل عن ٩٤ . ٣٧ بالمائة.
وأعطى لوح آخر الاحصائيات المسجلة نهاية سنة ٢٠١٢ بخصوص المؤسسات المستحدثة من طرف النساء وذكر أنه على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب فإن عدد المؤسسات بلغ ٤٤٧٧ مؤسسة سمحت بفتح ٩٩٥١ منصب شغل وتسجيل نسبة ٧ بالمائة من مجموع المؤسسات المستحدثة، بينما على مستوى الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة فوصل عدد مؤسسات النساء المنشأة ١٢٣٣٢ منصب شغل أي بنسبة ٥٤ . ٨ من إجمالي المؤسسات المستحدثة.
ووقف الوزير لوح على إشادة الهيئات الدولية ذات الاختصاص في آخر إصداراتها بوضعية المرأة في الجزائر على غرار تقرير البنك الدولي المشترك وصندوق النقد الدولي إلى جانب ما اكدت عليه المقررة الخاصة لمكافحة العنف ضد المرأة التي أثبتت في تقريرها على تحسين وضع المرأة الجزائرية، والتقييم الايجابي للتقرير الجزائري لسنة ٢٠١٢ الذي عرض في جنيف أمام اللجنة المكلفة بتطبيق الاتفاقية حول مكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة، وحظي بالاستحسان والتنويه.
ووقف لوح على المساهمة الفعالة التي تقدمها المرأة المقاولة في مجال الحوار والتشاور الاجتماعيين من خلال جمعية النساء الجزائريات المقاولات.
وخص المسؤول على وزارة العمل والتشغيل الاعلامية الجزائرية بالكثير من التقدير مشيدا بدورها الفعال الذي تلعبه في التوعية وإبراز الحقائق وتثمين إنجازات المرأة في جميع المجالات خاصة في التوعية والتعريف بالأجهزة المختلفة التي سخرتها الدولة لمرافقة المرأة في الادماج المهني والمقاولة واقتحام عالم الشغل.
وشدد لوح على ضرورة تشجيع مشاركة المرأة في الفعل الاستثماري من أجل إشراكها في خلق الثروة للاسهام في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ويرى الوزير أن الاحتفال بعيد المرأة خلال هذه السنة له اكثر من مغزى على اعتبار أنه يتزامن مع الاحتفالات بخمسينية الاستقلال التي تذكرنا بأمجاد وبطولات صانعات البطولات اللائي خضن مسارا بطوليا من الكفاح من شهيدات ومجاهدات، ويعتبر الوزير لوح أن حق الجزائرية في المساواة والتمكين لم يكن بالصدفة بل استحقاقا بالنظر إلى الدور المتميز الذي لعبته إلى جانب أخيها الرجل خاصة في الكفاح وتحرير الوطن من براثين الاستعمار.
يذكر أن الوزير الطيب لوح كرم في حفل بهيج، مجموعة من النساء على غرار الوزيرة السابقة نوارة سعدية جعفر، والوزيرة السابقة زهور ونيسي، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة دليلة بوجمعة وممثلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة شاشوة لويزة وإطار بوزارة العمل، ورئيسة الفدرالية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة معمري عتيقة.
