يشرف، غدا، السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول، رفقة السيد عبد المجيد سيدي سعيد، الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، على مراسم الاحتفالات بالذكرى الـ٤٢ لتأميم المحروقات والـ٥٧ لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين بتيقنتورين بإن أمناس، تضامنا مع العمال الذين وقفوا على الإعتداء الإرهابي للمنشأة الغازية.
ويحضر هذه التظاهرة الوطنية، كل من وزيري الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، ووزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي طيب لوح، والعديد من الإطارات الجزائرية التي عاشت الحدث التاريخي في يوم ٢٤ فيفري ١٩٧١.
وأعدت الجهات المسؤولة برنامجا ثريا يترجم حقا الإهتمام المتواصل والعناية المستمرة التي توليها السلطات العمومية للعمال الجزائريين بإن أمناس الذين واجهوا بكل قوة همجية الإرهاب بكل شجاعة وبطولة منقطعة النظير رافضين الإذعان للمجرمين الذين أرادوا تفجير المصنع الغازي.
وفي هذا الشأن، سيتم تدشين نصب تذكاري الذي يعدّ بمثابة رمز الصمود والتصدي للإرهاب.. وكذلك وضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح من قُتلوا غدرا.. والحدث الأكثر بروزا هو تسمية الموقع الغازي باسم محمد الأمين لحمر الشاب الذي قتله الإرهابيون إنتقاما لما أقدم عليه من إنقاذ المجمع عندما ضغط على الزر الخاص بالنجدة.. والذي سمح لكل العمال والتقنيين باتخاذ الإجراءات الأمنية والاحتياطية وبالتحديد، تقليص مستوى تواجد الغاز في الأنابيب إلى أقل درجة حتى لا يتمكن الإرهابيون من إستغلاله لأغراض إجرامية.. ومباشرة ستكون هناك زيارة للمنشأة.. والاطلاع على مدى الفعل الإرهابي المرتكب، وما تم إصلاحه وترميمه إلى غاية يومنا هذا.. بفضل تجنّد كل العمال والإطارات ليل ـ نهار، علما أن التصريحات الصادرة عن مسؤولي سوناطراك، تؤكد أن تشغيل المنشأة الغازية سيكون في أقرب وقت.. والعمل يجري على قدم وساق من قبل كل المعنيين.
ونشير إلى أن السيد عبد المالك سلال، كان صارما خلال ندوته الصحفية الأخيرة عقب الإعتداء الإجرامي على تيقنتورين، عندما أكد على عدم التنازل لهؤلاء مهما كان الثمن.. مشددا على محاربتهم بقوة.. وعدم تركهم يساومون أو يبتزون من أجل أغراض دنيئة جدا.
وأشاد في هذا السياق، بالقوات الخاصة التي حررت عددا كبيرا من «الرهائن» دون إلحاق خسائر بالمركب.. وبهذا تكون الجزائر قد أحبطت مخططا إرهابيا واسعا كان يريد إحداث «تغير» في مجرى الأحداث بمالي.. وأخذ ورقة المختطفين من عمال أجانب للتفاوض بها لتحقيق مآرب سياسية.
هذا الهدف الذي حدده الإرهابيون لأنفسهم.. أسقطه الجيش الوطني الشعبي من خلال عملية «دقيقة جدا»، أثارت إعجاب كل الأطراف الخارجية التي إعترفت بالاحترافية العالية للجيش الجزائري الذي تدخل بشكل ذكي ومباشر لإنقاذ كل من كان تحت رحمة هؤلاء.. ووصف سلال هؤلاء الإرهابيين بالمرتزقة والجبناء، ولن يسمح لهم بأي محاولة فرض شروطهم في هذا البلد، لضرب إستقراره.
كما نوّه بشجاعة الشاب محمد الأمين لحمر، الذي أنقذ الموقف عندما دق جرس الخطر، ملمّحا إلى وجود هجوم إرهابي.
ومن جهته، أوضح السيد يوسف يوسفي، وزير الطاقة والمناجم، أن ما حدث في تيقنتورين كان يستهدف ضرب إستقرار الجزائر.. والتأثير على حضورها القوي في المنطقة.. لكن هذه المؤامرة فشلت فشلا ذريعا.. ولم تحقق أهدافها.. وهذا بفضل يقظة الجيش الوطني الشعبي.
وعبّرت الكثير من المواقف الداخلية والخارجية عن تضامنها مع الضحايا والعمال بإن أمناس، كما أشادت بتدخل الجيش الوطني الشعبي.. مؤكدة أن الجزائر أسقطت مخططا إرهابيا واسع النطاق، أراد تغيير المعطيات في المنطقة.