بانتباه كبير استمع تلاميذ عدة ثانويات ومتوسطات بالعاصمة إلى الندوة التاريخية التي نشطها الأستاذ الباحث في التاريخ محمد لحسن زغيدي، ومدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، بالاضافة إلى المجاهدة عقيلة وارد بقاعة ابن خلدون، عشية الاحتفال باليوم الوطني للشهيد المصادف لـ ١٨ فيفري من كل سنة، والتي خصصت للحديث عن الشهداء بدون قبور.امتلأت قاعة ابن خلدون عن اخرها بتلاميذ كل من ثانويات عمر راسم، صالح زعنون، عبد الرحمان ميرة، أرقم مخزومي، ديكارت... وقد شد انتباههم واهتمامهم المحاضرات التي القوها في الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمناسبة الأسبوع الثقافي والتاريخي المتزامن والاحتفال باليوم الوطني للشهيد، من قبل بعض صانعي مجد الجزائر ممن كافحوا وناضلوا لاسترجاع السيادة الوطنية أمثال عقيلة وارد، وبعض ممن ساهم في مسح مخلفات الاستدمار من تخلف وجهل أمثال عبد المجيد شيخي الذي عمل معلما بعد استقلال الجزائر، واستمع (التلاميذ) كذلك للرسالة التي قدمها الأستاذ الباحث محمد لحسن زغيدي ، ليرسخ فيهم حب الوطن، وبذل كل الجهود والطاقات لاستكمال مسار البناء والتشييد، والارتقاء بالبلد إلى مصاف الدول المتقدمة.
أكد زغيدي للحاضرين في القاعة أن الثانوين كانوا في طليعة الحركة الوطنية الجزائرية، الثورة التحريرية منذ ١٨٣٠ إلى ١٩٦٢، مبرزا بأن على جيل اليوم والأجيال القادمة أن تعي حجم تضحيات الأجداد الجسام من أجل تحقيق النصر للجزائر، مشيرا إلى ان عدد الثانويات التي كانت قبل استقلال لم يتعد ٤٩ ثانوية وعدد البنات المتمدرسات لا يتجاوز ٩٠٠ تلميذة، طالبا من تلاميذ الثانويات الحاضرين أن يجروا مقارنة بين وضعية التعليم ابان الاحتلال، وما تحقق بعد استرجاع الحرية والاستقلال.
أما مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي فقد فضل الحديث عن ضرورة تصحيح بعض المفاهيم حتى تصل صحيحة للاجيال القادمة، متأسفا عن عبارات التي يرددها بعض شباب كسؤالهم ماذا فعلت لنا الجزائر حتى نحبها؟.
وقد اعتبر شيخي أن مثل هذه التساؤلات عبارة عن أحكام مسبقة ليس لها أساس، مطالبا من الجيل الناشئ أن يقف أمام ما تحقق منذ الاستقلال، قائلا: «يكفي أن نعرف أن أبناء جيله تمكن من اعادة الجزائر إلى امجادها».
وقد شدت هذه العبارات التلاميذ الذين تفاعلوا معها وصفقوا للمحاضر، وقد فعلوا نفس الشيء مع المجاهدة عقيلة وارث، التي قدمت شهادتها وتجربتها في الكفاح، انطلاقا من حبها للوطن للتلاميذ لياخذوها كقدوة لهم، في كفاحهم من أجل تحقيق الازدهار والرقي لهذا البلد.
وبعد القاء المحاضرات فتح المجال أمام التلاميذ لطرح الأسئلة، أو الاستفسار عن بعض الأمور، وقد تردد على المنصة العديد منهم، وكانت أغلب تساؤلاتهم تؤكد مدى استيعابهم لـ «دروس الكفاح التي سمعوها»، وأثار انتباهنا الكلمة التي ارتجلتها احدى التلميذات، عبرت من خلالها حبها القوي للوطن، وقالت انهم يدركون الأخطار المحدقة بالجزائر، وعلينا أن نحافظ ونحمي الوطن».
وبعد ان لاحظ المنظمون للندوة حماسة التلاميذ، فتح مجال المسابقة لكتابة قصة عن حياة شهيد ترك مجال الاختيار لكل متسابق، يتم تكريم أحسن الأعمال في حفل ينظم بمناسبة عيد النصر يوم ١٩ مارس.
في ندوة تاريخية لتلاميذ ثانويات العاصمة
دروس في الكفاح المسلح، وتصحيح المفاهيم
حياة / ك
شوهد:270 مرة