مرجعية كل الظروف

فنيدس بن بلة
04 جانفي 2016

أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالة موجهة إلى المشاركين في الأسبوع الوطني للقرآن الكريم المنظم بقسنطينة، بعدا ودلالة لهذه التظاهرة التي تجري تحت رعايته السامية منذ بداية الألفية. وحرص على أن يكون الأسبوع الوطني للقرآن الكريم محطة للتأمل والاجتهاد لفهم ديننا السمح المنادي لروح التعايش والتآزر والجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن التطرف والغلو.

وعاد الرئيس في رسالته وهو يدعو المشايخ وأهل الفكر الديني المشبع بقيم الإسلام الحق، غير الذي يتخذ في إشعال نار الفتنة بين المسلمين وتكفيرهم وبث روح التشكيك في منابعه ومضمونه إلى ما يحمله القرآن من تفسير وما يطرحه من حلول لأعقد المشاكل وأزماتها، متوقفا عند أبعاد الآيات الكريمة وتجاوبها مع روح العصر والتكيف مع المرحلة تطبيقا لمقولة: «الاسلام دين ودنيا».
من هذه الزاوية حثّ الرئيس الفقهاء والعلماء في أسبوع القرآن الكريم، الذي ينظم هذه المرة بعاصمة الثقافة العربية قسنطينة، إلى فتح باب الاجتهاد والتكلم عن معضلات تعيشها الجزائر في هذا الظرف الاقتصادي العصيب. وهو ظرف راجع إلى انهيار أسعار البترول وما أحدثته من تداعيات على إيرادات البلاد التي اعتمدت خطة لنجاعة التسيير ورشادة الإنفاق وترتيب الأولويات.
دعا الرئيس بوتفليقة وهو يخاطب الحضور في التظاهرة القرآنية بمدينة ابن باديس ورواد الحركة الإصلاحية بقسنطينة، إلى «مراجعة نمط الاستهلاك» والاندماج في سلوك يتناسب مع ما تنتجه البلاد من ثروة يتوجب أن تستند إلى جهد الإنسان وليس الريع النفطي. ودعاهم إلى التجند من أجل نبذ الإسراف والتبذير والتسلح بالعمل مصدر التطور والنهضة الأبدية والإقلاع الحتمي.
«من البديهي لكل من عرف الإسلام ورام جوهره وخبر تعاليمه يدرك يقينا أن هذا الدين دين علم وعمل، إذ بهما معا تستقيم الفطرة وتتحق السعادة ويقوم العدل». هكذا اختصر رئيس الجمهورية المقصد في جعل سياسة ترشيد النفقات وتدابير النجاعة الاقتصادية وضبط الخيارات المتبعة في الجزائر محور الخطاب الديني والنقاش المفتوح في الأسبوع الوطني المتخذ من تعاليم الدين الإسلامي مرجعية ومنطلق أي عمل وإقلاع يتخذ من الأزمة والصعاب محطة انطلاق نحو الأحسن والأفضل.
مسألة أخرى حثّ عليها رئيس الجمهورية ودعا أهل العلم والفقه إلى التكفل بها، تتمثل في شرح تعاليم الإسلام الحقة وترويجها بالتأكيد على المرجعية الدينية التي تعدّ صمام أمان الاستقرار الوطني وصيانة المجتمع من أفكار التطرف والغلو المروجة بلا انقطاع من أناس يفتون بأيّ شيء ويزرعون نار الفتنة ويغذّون روح الطائفية. وهي مرجعية حصّنت الشباب الجزائري من أفكار الغلو والتطرف وجعلت منه درعا واقية من مؤامرات الداخل والخارج.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19610

العدد 19610

الخميس 31 أكتوير 2024
العدد 19609

العدد 19609

الأربعاء 30 أكتوير 2024
العدد 19608

العدد 19608

الثلاثاء 29 أكتوير 2024
العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024