من المؤسسات الصحية التاريخية بعين الدفلى

مستشفى «فارسي يحي» ليس على مايرام

يكتسي قطاع الصحة بدائرة مليانة في ولاية عين الدفلى، أهمية كبرى، بالنظر إلى موقعه وتغطيته الصحية لأزيد من 7 بلديات، بالإضافة إلى التكفل بالحالات الاستعجالية الخاصة بحوادث المرور بمسلك الطريق السيّار شرق - غرب والوطني رقم4، غير أن جملة من النقائص مازالت تعترض أداء الخدمة العمومية بهذا الهيكل.

تعود وضعية هذه المؤسسة العمومية الاستشفائية « فارسي يحي» إلى سنة 1935، كإرث تاريخي فتح أبوابه لاستقبال المرضى، إلا أنه بحاجة ماسة إلى عمليات التجديد والصيانة والترميم لبعض أجنحته التي تتآكل يوميا، بالنظر إلى العوامل الطبيعية والمناخية، كونه يقع في أعالي جبال زكار بمليانة، ناهيك عن الضغط المسلط عليه في تغطية الحالات المتوافدة من بلديات بن علال، عين التركي، عين البنيان، حمام ريغة، بومدفع، الحسينية، مليانة ومناطق أخرى من خارج الولاية والتابعة لولايتي المدية والبليدة.
عملية التكفل بهذا الحجم من المرضى وكذا الحالات الاستعجالية، بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في تغطية حاجيات المؤسسة الاستشفائية، من حيث التسيير والتجهيز، بحسب لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي في تقريرها الأخير، حيث اعتبرت الميزانية غير كافية للقيام بكل المتطلبات، بالنظر إلى التخصصات الجديدة التي فرضتها الاحتياجات المتزايدة والتي وقفنا على بعض منها بذات المؤسسة.
بخصوص الهيكل ذاته وأجنحته المتعددة في قسم التوليد والجراحة وطب النساء والرجال والأطفال ومرافق طبية أخرى، فإن اهتراء الأسرّة المستعملة للمرضى بحكم قدمها ونوعيتها وتجهيزات أخرى بحاجة ماسة إلى تدخل الجهات المعنية بالقطاع لرفع الغبن عن المرضى، خاصة بالقاعات الفردية التي صارت بحاجة إلى توسيع لتوفير راحة للنزلاء بداخل المؤسسة الاستشفائية وهو أكده لنا بعين المكان المترددون على هذا المرفق الصحي الهام بعاصمة الأمير عبد القادر أثناء المقاومة الشعبية.
من جهة أخرى، طالب هؤلاء المرضى ومرافقوهم بتحسين ظروف الاستقبال وهو ما نبّهت إليه لجنة الصحة من خلال خرجتها الميدانية ولقائها مع مسؤولي المستشفى والقائمين على مصالحه، كما شددوا على مسألة المراقبة الطبية ليلا ونهارا، خاصة في الحالات الاستعجالية، ضف إلى ذلك ظهور أمراض وبائية تتطلب التحرك بسرعة وفعالية مع توسيع عمليات التحسيس والتوعية، تشير اللجنة المختصة.
في ذات السياق، طالب المرضى والمترددون على مصلحة الحالة الاستعجالية الواقعة بمدخل المستشفى والتي تمت تهيئتها منذ سنوات قليلة بتحسين الاستقبال وتوفير التأطير الطبي اللازم، خاصة في الظروف الاستعجالية والحالات المعقدة عندما يتعلق الأمر بحوادث مرور أليمة، كما حدث مع رئيس مصلحة البطاقة الرمادية بالشلف، الذي لفظ أنفاسه بعدما مكث أياما عديدة متأثرا بنزيف دموي على مستوى الرأس.
أمام هذه الوضعية، بات من الضروري منح العناية الكاملة لمثل هذه المؤسسات ذات البعد التاريخي، كونها من المعالم التي ينبغي مساعدة مسؤوليها وصيانة هيكلها من طرف مختصين للمحافظة على طابعها وهندستها التي تشبه سفينة بحرية تقف على مرتفع صخري، مفتوحة على ظروف مناخية تساعد على شفاء المريض بسرعة، بعيدا عن الضوضاء والتلوث البيئي داخل هذه المصالح التي صارت بحاجة إلى هيكلة لتحسين نجاعتها وتفعيل مردودها.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19558

العدد 19558

السبت 31 أوث 2024
العدد 19557

العدد 19557

الخميس 29 أوث 2024
العدد 19556

العدد 19556

الأربعاء 28 أوث 2024
العدد 19555

العدد 19555

الثلاثاء 27 أوث 2024