المخرجون المغتربون مثلوا الفن الجزائري بإمتياز

الجري وراء الميزانية أعاق نجاح الأفلام وشهرتها

سميرة لخذاري

أشاد الناقد السينمائي أحمد بجاوي بالدور الكبير الذي يلعبه المخرجون المغتربون خدمة للفن السابع الجزائري مقارنة بنظرائهم داخل التراب الوطني، خاصة ما تعلق بالأفلام الثورية، واصفا النشاط الذي تمارسه هذه الفئة الفنية خارج البلاد بـڤالصادقڤ النابع من غيرة حقيقة عن وطنهم بعيدا عن الربح والمال.
وأكد بجاوي من منبر «ضيف الشعب» أن ركض السينمائيين المتواجدين داخل الجزائر في السنوات الأخيرة وراء ميزانية الأفلام ساعد بجزء كبير في تحقيق بؤس وابتعاد الفن السابع الجزائري عن النجاح والشهرة، مما منعها من فرض وجودها في المحافل والمهرجانات الدولية، حيث قال في هذا الصدد  «للأسف المخرج الجزائري اليوم أصبح يبحث بالدرجة الأولى عن الميزانية التي تخصص لعمله الفني دون إيلاء الأهمية للسينما الجزائرية ومصيرها في ظل التطور الإنتاجي والنوعي التي حققته عديد الدول».
واستثنى بجاوي فيلم «التائب» لمرزاق علواش (إنتاج ٢٠١٠) الذي تألق وأضاف الكثير للسينما الجزائرية برفع رايتها في المحافل الدولية والعودة من المهرجانات بتتويجات، مرجعا سبب نجاحه إلى نية المخرج الصادقة مع فنه، باعتباره عملا حرا، لم ينتظر مخرجه دعما من أي جهة بل كان هدفه الوحيد الوصول إلى حاجته واستقطاب جمهور داخل وخارج الوطن، حيث قال بجاوي عن «التائب» «ممكن أن أقول أنه العمل الوحيد في الثلاث سنوات الأخيرة الذي أنتج داخل الوطن وحقق نجاحا».
ورأى بجاوي أن الرغبة والتمسك بالهوية دفعت السينمائيين إلى الهجرة للبحث والوصول إلى مبتغاهم، بإنتاج أفلام تنفض الغبار على عديد القضايا الجزائرية، خاصة ما تعلق بتاريخ بلادهم، ليكون التساؤل الموضوع نصب أعينهم والمنطلق منه: من أين أتوا؟ وليس إلى أين وصلوا؟ مذكرا بفيلم «الخارجون عن القانون» الذي صنع ضجة كبيرة في فرنسا واستطاع أن يدخل مهرجان «كان» الدولي لينافس أكبر الأفلام، إضافة إلى أعمال أخرى لأسماء جزائرية مغتربة دفعتها الحاجة والغيرة على الوطن لرفع راية فنه خارج ترابه.
كما تحدث ضيف «الشعب» عن تشبث الجزائري بأصله في بلاد الغربة، خاصة بفرنسا، مبرزا في هذا الشأن السياسة التي كان ساركوزي الرئيس السابق لفرنسا يتبعها في تعامله مع المغتربين والجالية هناك، الشيء الذي خلق، حسب بجاوي، نوعا من الكراهية والتمسك القوي للسينمائي الجزائري بهويته وتفعيل «الرجوع إلى الأصل فضيلة»، بما يدفع المبدع إلى التفاني في عمله والبحث عن الإنتاج القوي الذي ينافس به ويثبت من خلاله وجوده.


ينتظر مشاركته في مهرجان «كان»  
عمر حكار ينهي تصوير «الدليل» بخنشلة  

أكمل المخرج الجزائري عمر حكار تصوير فيلمه الأخير الموسوم بـ «الدليل»، حيث إختار أن يكون طاقمه الفني جزائريا محضا، معتمدا فيه على محترفين، سعيا منه  لإدراجه ضمن قائمة الأعمال السينمائية المشاركة في مهرجان «كان» الدولي في دورته القادمة، حسب ما أكده السينمائي بجاوي لـ«الشعب».
سميرة لخذاري  
وقد أشاد احمد بجاوي بالحرفية التي يتميز بها عمر حكار، من خلال إنتاجه لعدد من الأفلام عالج فيه قضايا وحقائق ترتبط بمجتمعه وبيئته بولاية خنشلة، منها فيلم «اولاد امقران»الذي تناول فيه قمع الاستعمار الفرنسي منطلقا في حبك أحداثه من طفولته التي جعلها نقطة انطلاقه وفتحة بابه لعالم الفيلم الثوري، مؤكدا في هذا الشأن على العزيمة والتمسك القوي للسينمائيين الجزائريين المغتربين بهويتهم  التي دفعتهم للمضي قدما والابداع في الانتاج.
وبإسلوب سينمائي متعطش لفنه حمل بجاوي طاقم الجريدة الصحفي من فضائه «ضيف الشعب» ليدخلنا في أحداث فيلم «الدليل»، مولدا لدينا الفضول بطريقته الجذابة في التطرق لقصة الانتاج الاخير لعمر حكار لمعرفة تفاصيل هذا العمل السينمائي الذي يعد إضافة للفن السابع الجزائري.
ويتناول «الدليل»، حسب بجاوي، الذي اختيرت خنشلة مكان أحداثه، قصة شاب (سائق سيارة أجرة) أحب فتاة من ذات منطقته، إلا أن كبرياءه منعه من إفشاء سر مدفون في قلبه، وسارت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث تزوجت الفتاة من رجل اخر، غير أن الاقدار شاءت أن  تلتقي الشخصيتين من اللتين بنيت عليهما القصة من جديد، ليتحقق حلم الشاب ويتزوج بفتاة أحلامه.
ويواصل بجاوي روايته بأسلوب مشوق، ليكشف لنا عن خبايا الأحداث، ويتعلق الأمر بالحقيقة التي جعلها الشاب سرا بينه وبين نفسه، حيث أنه لم ينجب بعد عامين من الزواج وبفضل التحاليل اكتشف عقمه، غير أنه اعتبر هذا الامر شيء ينقص من رجولته، ففضل أن يتبنى تهمة لفقتها فتاة اخرى به، والتي اشتكته للشرطة بحجة انها حامل منه، تبنى السائق التهمة على أن يكشف سره، لتتواصل الأحداث ويصل الى درجة الفراق مع زوجته مقابل كتمان حقيقة أنه «عقيم».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024