الناقد أحمد بجاوي

الفن السابع بالجزائر لم يخرج من الجمود

سميرة لخذاري

أرجع بجاوي أسباب الأزمة الهيكلية التي تعاني منها السينما الجزائرية إلى انكسار السلسلة السحرية بين المخرج والجمهور، خاصة الشباب باعتباره بورصة الفن السابع، إضافة إلى تدني مستوى النقد، هذا الأخير الذي أصبح مبنيا على التقنيات والوسائل أكثر منه خطابا موجها للمتفرج.

وأكد بجاوي من فضاء ''ضيف الشعب'' أن الشيء الذي يعرقل تطور ونمو السينما الجزائرية هو نقص أو غياب الاحتكاك مع الجمهور (أنجع وسيلة سواء من جهة المخرجين أو النقاد، مبرزا أن الإبداع، المشاهد، والسينمائي هي العناصر الثلاث الأساسية المكونة للحلقة السحرية في الفن السابع، مما يسمح بتنقل العمل الفني بين المتلقي والمخرج أو الناقد.
 وألح ذات الباحث إلى ضرورة التفريق بين جمهور السينما وباقي الوسائل السمعية البصرية المتمثلة في الإذاعة والتلفزيون، باعتبار النوع الأول رؤية وفرجة جماعية ومغناطيسية، حيث يصور الفيلم في غرفة سوداء وكذلك يبث فيها، والمشاهد يتعلق بالعمل الفني من خلال ''قوة خفية يمكن وصفها بالمغناطيسية''، عكس التلفزيون، حيث تكون حرية المتفرج في هذه الحالة نسبية.
 وأعاب بجاوي الأسلوب الذي أصبح النقاد يعتمدونه في كتاباتهم، قائلا: ''الناقد الذي لا يحس بالجمهور ليس ناقدا''، حيث أصبح العمل النقدي اليوم مبنيا على التقنيات والوسائل المستعملة في البناء السينمائي، التي وصفها بالجزئيات، في حين ان نجاح الفيلم السينمائي متوقف عند رأي واقبال الجمهور، إضافة الى تعدد العروض، قائلا: ''الندرة تخلق الندرة، والكثرة تخلق الكثرة'' .
ومن جانب آخر، اعتبر بجاوي أن عدم الكتابة واعتماد أسلوب التجريح عند رؤية الناقد لعمل يصفه بغير الناجح، هي الطريقة المثلى لتشجيع الانتاج وتحفيز المبدعين بما يضمن إحداث التطور، مؤكدا أن هذا الأسلوب هو سياسته في النقد، حيث يسيل حبره بنقد الأفلام التي يراها ناجحة.
 وعاد بنا ضيف ''الشعب'' الى السنوات الذهبية للسينما الجزائرية، حيث كانت ثقافة التوجه الى دور العرض كل أربعاء والتي كان يتعدى عددها الـ٤٠٠ قاعة، للتطلع على جديد الفن السابع الوطني، وكانت شبابيك بيع التذاكر تشهد طوابير، ليكتشف المخرج في اليوم ذاته بنجاح فيلمه من عدمه، من خلال التقائه وتواصله مع الجمهور، هذه السياسة التي تولدت لدى السينمائيين الذين كانوا هواة قبل ان يصبحوا مختصين في المجال، مذكرا في هذا الشأن بمعدل الكتابات النقدية التي اعتمدها في تلك الفترة والمقدر بثلاث مرات في الأسبوع نظرا لوفرة الانتاج، قائلا: ''من يوصل القطار في الوقت هو الذي يساعد في تنمية الاقتصاد'' .
 واعتبر الباحث والسينمائي بجاوي أن فيلم ''عمر قاتلاتو'' هو آخر فيلم انبثق من الجمهور، وله نظرة توقعية للمستقبل، خاصة وأنه يعطي الصورة الحقيقية للمجتمع،''فالواقع هو سر السينما وسحرها كما هو معمول به في الفن السابع الايراني الذي يتميز بالعلاقة المباشرة بين العمل والجمهور''، وقال بجاوي عن ''عمر قاتلاتو'': إنه ''حالة انتقالية ضيعنا بعده الكثير'' .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024