على خطى الدول الناشئة

فنيدس بن بلة

أثار الدكتور عبد الرحمان مبتول حقائق كثيرة عن حالة الاقتصاد الوطني الذي لم ينطلق بالسرعة المطلوبة ويكسر التبعية للمحروقات وتداعياتها على الايرادات.وتوقف الخبير مطولا في ندوة منتدى «الشعب» عند اختلالات لم يتحرر منها الاقتصاد الجزائري، وان ظل الاقتصاد الكلي، معطيا للبلاد تنفسا أكبر.. فاتحا لها فرصة تسطير برامج طويلة الأمد.. ومشاريع كبرى يحسب لها الحساب.
واستند المحلل في رؤيته للثابت والمتغير في الاقتصاد الوطني، إلى تجربته الطويلة المكتسبة من خلال مسار مهن، ومسؤوليات تقلدها على مدار السنين.
وهذا ما جعل من تحليله يكسب دقة الملاحظة، وبعد النظر دون التوقف عند أدنى الأمور.. وسلبياتها..
استند المحلل في طروحاته التي قال أنها تصب في خدمة الجزائر من زاوية أخرى، على رصيد معرفي وظيفي، تكون له، وهو  في دواليب مؤسسات الدولة ومصدر قرارها، كيف لا، وقد كان الدكتور مستشارا لبلعيد عبد السلام أب الصناعة الجزائرية كما يلقب.
وهذا ما كسب رأيه في علاج الاختلال اهتماما، ومتابعة من قبل الشخصيات السياسية و الدبلوماسية وأرباب العمل ومقرري الاقتصاد.. وأقام معهم جسرا للنقاش قوامه الرأي والرأي المعاكس، تغلب فيه المنطق.. وفرضت الحجة والدليل نفسها في فضاء ثري، وندوة أعطت اضافة إلى مشهد التحاليل الفكرية التي تبحث عن التجديد، وتجاوز الواقع الجامد البائس المولد للاحباط.
لم يبق الدكتور مبتول في سرده لوقائع الأشياء المتغيرة أسيرا لجغرافيا السياسية وهعو يسرد في تحليله منطلقات صيرورة الاقتصاد الوطني، ومحطاته، اخفاقاته في بعض المراحل.. لكنه نقل المتتبع إلى جوهر الصراع، في عالم يكسر الحواجز والممنوعات، وينطلق بأسرع ما يمكن في اعادة تشكيل خارطة سياسية تحكمها المصالح والنفوذ.
وأكد أكثر من مرة، ما يجب فعله في جزائر تعيش منافسة محمومة من كبريات دول منتجة للغاز والبترول.
أكد على خيارات كثيرة، تستدعي فقط نظرة نقدية جريئة لا تكتفي بسرد مرارة الأشياء، وسلبياتها، لكن تنطلق من الصعوبة نحو الأحسن، وتصحيح الخلل وسد الفجوة.
وبهذه الطريقة، توظف الجزائر كامل الأوراق بحوزتها، وتجند كفاءاتها ومواردها البشرية في الاقلاع.. جاعلة من الانسان صانع المعجزة، أسوة بدول كثيرة تخطت عقباتها في أزمنة متعددة، وانطلقت في بناء الذات جاعلة من الأصالة والمعاصرة معادلة متوازنة دون تغليب كفة على أخرى.
مثل هذه الدول التي بلغت العلى، وصارت تحمل تسميات «وحدات ناشئة» بدل متقدمة، يمكن للجزائر أن تخوض تجربتها بطريقتها للحاق بالركب والاندماج في القائمة.. وليس بذلك معجزة أو مستحيل إذا وظفت كل الأوراق  واستعملت الامكانيات التي تحسد عليها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024