يشهد مقطع الطريق السيار الرابط بين نفق عين شريكي وجسر وادي الرخام بولاية البويرة باتجاه العاصمة وبضبط على مستوى النقطة الكيلومترية 186 ببلدية عين الترك، حالة اهتراء جراء وقوع انجراف حاد على مستوى الطبقة السفلية لهذه المنطقة الجبلية، ما شكل فجوة على مستوى هذا المحور الذي يعد حلقة ربط بين غرب الجزائر وشرقها انطلاقا من الاربعطاش مرورا ببدربالة باتجاه البويرة، استدعي غلق 3ممرات منه، وتحويل حركة المرور إلى الجانب الثاني من الطريق السريع، ما تسبب في اختناق السير وتعرض حياة مستعمليه إلى خطر كبير، تطلّب تدخل الجهات الأمنية .
يعرف جزء هام من الطريق السيار الممتد على 1200كلم من اقصى الغرب الى اقصى الشرق ويربط بين 6 دول من شمال إفريقيا ودول الساحل بعد أن تم إيصاله بالطريق العابر للصحراء حالة تدهور أثارت الكثير من التساؤلات والمخاوف من طرف مستعمليه، وهو ما وقفت عليه »الشعب« بعين المكان.
وأمام التباين في الرؤى حول وضعية الطريق والخطورة التي قد يشكلها مستقبلا على مستعمليه في حال تسجيل انزلاقات أخرى على مستوى الجبل، كان لنا حديث مع رئيس القسم التقني للوكالة الوطنية للطرق السريعة السيد »خالدي محمد«، الذي أرجع سبب تدهور النقطة الكيلومترية 186 للطريق السيار شرق غرب بشكل فجوة يصعب على المركبات تجاوزها، إلى إنجراف التربة على مستوي النقطة السفلية للمنطقة الجبلية التي يمر فوقها الطريق، ما تسبب في غوص الطريق إلى الداخل مشكلا حفرة كبيرة.
واستطرد قائلا، » الوضع استدعى من الجهات المعنية إتخاذ إجراءات طارئة وغلق 3 ممرات من هذا المحور وتحويله إلى الطريق السريع الثاني، لتفادي التأزم أكثر في حال استمرار مرور المركبات خاصة الثقيلة منها عبره« وقد تم تحويل حركة المرور إلى الجانب الأخر من الطريق السيار حيث تعتمد في ذلك على الجهات الأمنية في تنظيم حركة المرور بتلك المنطقة الجبلية الوعرة.
وأفاد خالدي في تصريح لـ »الشعب« أن الجهات المختصة كلفت المجمع الكندي »أساسي بافانا«، فور حدوث الانجراف، بالقيام بدراسة دقيقة لهذا المحور المندرج في خانة المناطق الصعبة والصعبة جدا باعتباره يقع بمنطقة معروفة بتضاريسها الوعرة وتشخيص الحالة بدقة، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتفادي وقوع أي إنجراف مستقبلا.
وفي هذا الإطار استبعد ذات المسؤول إعادة تزفيته في الوقت الراهن قائلا »لقد تم تحويل حركة المرور إلى الجهة الأخرى حتى لا تزيد حدة الانجراف، ولن يتم إعادة تزفيته إلى بعد انتهاء الدراسة بشكل دقيق«.
وأضاف قائلا» لقد تم اتخاذ كل الاجراءت الكفيلة لاستقرار المنطقة وعدم وقوع انزلاقات أخرى، مبددا تخوفات مستعملي هذا الطريق حول انهيار الجبل الذي يمر عبره نفق عين شريكي الواقع ببلدية عين الترك، كما استبعد تضرر الجسر العملاق الموصول بعدة أمتار فقط عن هذا الجبل مؤكدا انه في حالة جيدة.
مواطنون بعين المكان يتخفون من اجتياز الجسر العملاق
وكان قد أبدى مواطنون بعين المكان في تصريح لـ »الشعب«، تخوفهم من الوضعية التي آل إليها هذا المقطع، متسائلين عن سبب الانهيار وتدهور مقطع الطريق الذي لم يمر على فتحه أمام حركة المرور سوى 5سنوات.
وأكد المواطن/ س.ع/، قائلا، حقا أن هذا المحور من الطريق السيار الذي دخل حيز التنفيذ في 27جويلية 2008 دون أية رسوم مالية المفترض دفعها في حالة استعمال الطريق السيار،شرق-غرب، بصفة مؤقتة إلى غاية الانتهاء من كل الأشغال به وفتحه أمام حركة المرور بصفة نهائية،قد ساهم في حل العديد من المشاكل التي كان يواجهها مستعملو الطريق رقم 5 باتجاه العاصمة أو العكس،على غرار الاختناق في حركة المرور،اختزال المدة الزمنية المستغرقة وتقليص عدد حوادث المرور التي لا طالما تم تسجيلها على مستوى الطريق القديم المار عبر الثنية، ومنعرجات الاخضرية، غير أن الوضعية التي يعرفها اليوم لا تعكس تصريحات المسؤولين الذين أكدوا أن هذا المشروع سيكون مرفقا بدور الصيانة التي تتدخل في معالجة أي طارئ فور وقوعه والتي يصل عددها 500 دار.
من جهتهم عبّر عدد من سائقي سيارات الأجرة بدورهم عن تذمرهم من حالة هذا المحور الذي تم تجسيده على مستوى قمة الجبل، مؤكدين أن خصوصية المنطقة تنذر بوقوع انهيارات على مستوى الكتل الجبلية على غرار موقع بمنعرجات الاخضرية مؤخرا، فكيف وان هذا المقطع يعرف مرور آلاف المركبات الثقيلة يوميا.
هذا ولا تزال الجهود المبذولة منذ عقود في مجال شق الطرقات وإصلاحها عبر كافة أنحاء القطر الوطني لم تبلغ الأهداف المنشودة منها والتي تهدف بالأساس إلى توفير المزيد من الراحة للمواطنين من خلال القضاء على جملة المتاعب التي تعترضهم، فكيف لو كان الحديث اليوم عن مقطع من مشروع عملاق يندرج ضمن مبادرات تنموية كانت قد أطلقتها الحكومة في إطار برامجها الخماسية.
كما نشير أن هذا المشروع الطموح قد تم تجسيده وفق مناهج متجددة وعصرية والتي تركز أساسا على تسيير الكفاءات وإدخال المعلوماتية في نشاطات المتابعة و المراقبة في انجاز المشاريع والعمل بسياسة التكوين الميداني وتطبيق نظام المضاد للزلازل الخاصة بالجزائر بكيفية دقيقة وهو ما وقفت عليه »الشعب« من خلال مرافقتها لمختلف خرجات الوزير الذي كان يحرص في كل مرة على نوعية الأشغال.