تساقطت منذ فجر الخميس كميات هائلة من الثلوج على تراب ولاية سطيف ،وكساها بالفعل حلة بيضاء وقد بلغ سمك الثلوج بمطار ٨ ماي ٤٥ بسطيف في نفس الصباح ٢٥ سنتمترا وهو على علو ١٠١٥م عن سطح البحر،وبلغ سمكها في عاصمة الولاية نهار الخميس ٣٠ سم ،وبالتالي فاق السمك المسجل في العاصفتين السابقتين وأدى ذلك كالعادة إلى توقف الدراسة وعدم التحاق أغلبية العمال بمقرات عملهم، وعرفت حركة السيارات والمركبات تباطؤا شديدا ،وعلمنا أن الثلوج تساقطت بكثافة حتى في المناطق الجنوبية المعروفة بنقص وندرة الثلوج عادة ،أما في المناطق الشمالية فقد توقفت بها الحياة والحركة منذ فجر الخميس ،بسبب كثافة الثلوج على الطرقات التي قطعت في وجه الحركة ،أما في بعض القرى والمداشر في شمال شرق وغرب الولاية، فإن الثلوج المتساقطة مؤخرا لم تتم إزالتها بعد بسبب ضعف الإمكانيات لدى البلديات، لتأتي العاصفة الجديدة لتزيد وضع تعقيدا ،وخاصة في بلدية وادى البارد وأقصى الشمال الغربي مثل ايت تيزي وايت نوال مزادة .
وعرف يوم الجمعة صباحا توقفا شبه تام للحركة بالمنطقة الشمالية بسبب انقطاع الطرقات وتشكل الجليد على الثلوج بسبب انخفاض الحرارة الى اقل من ٤ درجات تحت الصفر ،ولم تسجل مصالح الدرك الوطني الا حوادث مرور مادية في عدة محاور منها الطريق السيار ،وسخرت كل الجهات حوالي ٢٠٠ آلية لإزالة الثلوج و٢٠٠٠ قنطار من الملح ،غير أن الوضعية لم تتغير كثيرا، وتم التكفل على مستوى محطة نقل المسافرين بسطيف بـ٣٦ مسافرا عالقا من حيث الطعام والإيواء بأحد المراكز التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية.
ويبقى مرتفع طكوكة على بعد ١٧ كم شمال غرب عاصمة الولاية في الطريق المؤدى الى الشمال الغربي النقطة السوداء ،اذ يعرف تساقطا كبيرا ويؤدي الى قطع الطريق عن ١٨ بلدية بالمنطقة في كل عاصفة ،حتى وان كانت ضعيفة ،ورغم تواجد مركز متقدم لمصالح الأشغال العمومية لإزالة الثلوج بعين المكان، إلا أن الوضعية تبقى دائما سائدة ومعقدة ،ونفس الشيء بمرتفع ثنية الطين المؤدي الى مدينة عين الكبيرة والمنطقة الشمالية الشرقية ،وهي الوضعية التي تحرم العمال والموظفين والطلبة والتجار والحالات المرضية المعقدة من التنقل إلى مدينة سطيف .
والغريب أن ما لاحظه الجميع هذه السنة هو العجز المسجل من المصالح المعنية في مواجهة رداءة الأحوال الجوية ،وهذا رغم التجربة القاسية التي عاشتها الولاية العام الماضي في العاصفة الثلجية التي استمرت ١٠ أيام وتسببت في شلل تام بالولاية .
أما على صعيد التموين بغاز البوتان فلم تصل أخبار عن ندرتها في اليوم الأول للعاصفة، بسبب أخذ الاحتياطات من طرف السكان غير المستفيدين بعد من الغاز الطبيعي ،كما استفيد من مصادر مديرية الطاقة والمناجم بالولاية ان مركز التعبئة بالعلمة يتوفر على مخزون ٣٧طنا من المادة الأولية وهي كافية للتعبئة لمدة أربعة أيام، مع العلم أن المخزون يوم الخميس كان ٨٥٠٠ قارورة بعد تسويق يوم من قبل ١٩٠٠٠ قارورة ،ويبقى الإشكال في انقطاع إطلاق التزويد من مركز التوزيع ببوقاعة الذي يمون أزيد من ٢٠ بلدية،وتبقى للأسف مادة الحليب أكياس تسجل نقصا في الأيام الأخيرة لأسباب مجهولة ،وقد تتفاقم الأزمة مع العاصفة الثلجية .
عاصفة ثلجية تشل مدينة سطيف
سطيف :نورالدين بوطغان .
شوهد:228 مرة