فيما يعتبرها البعض الرئة التي تمنح الحياة الإيكولوجية سببا للوجود ،ويراها البعض الآخر القلب النابض لطبيعة لا تكون الا بتنوعها البيولوجي ولكن الأكيد أنها الروح التي تعطي المحيط خواصه البئية، وإن إختلفت التسميات ستكون المناطق الرطبة ثروة لا تقدر بثمن تلعب دورا أساسيا في ضبط الموارد المائية وخفض أثار التغيرات المناخية.ولأهميتها تلك، نظمت أمس وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة بالمدرسة الإبتدائية خلوفي جيلالي بزرالدة يوما تحسيسيا وتنشيطيا لإكتشاف المناطق الرطبة لمصب واد مازفران للتعرف على مدى أهمية هذه الأوساط في الحفاظ على الحياة إحتفاء باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي صادف يوم أمس تحت شعار « المعرفة من أجل المحبة والمحبة من أجل الحماية».
وأكدت السيدة حميدي سميرة مديرة بوزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة لـ «الشعب» أن المناطق الرطبة حساسة نظرا لتنوعها البيولوجي والجغرافي بالإضافة الى دورها المهم في الحفاظ على البيئة بصفة عامة لذلك أحصت الوزارة ١٧٠٠منطقة رطبة حددت من بينها ٥٢٦ تم وضع عشرة منها ذات أولوية لانها الاكثر تضررا وعرضة للأخطار التي تواجهها المناطق الرطبة ،ئالى جانب أنها تمثل كل المناطق الموجودة عبر التراب الوطني من الساحل الى الهضاب العليا والمناطق الصحراوية .
وحسب السيدة حميدي فإن هذه المناطق تعكس أهم المشاكل التي تعانيها كالإفراط في صيد الأسماك والمناطق الحضرية التي أصبحت تبنى بجوار المناطق الرطبة وكذا النفايات الصناعية التي تصب في مختلف المساحات الرطبة وأيضا المياه القذرة المستعملة التي أصبحت خطرا حقيقيا يهدد هذه المناطق وأيضا سرقة الرمال .
وقالت السيدة حميدي أن الوزارة طلبت من المختصين إجراء دراسات دقيقة من أجل الحفاظ عليها ومن أجل وضع مخطط بيئي وعلمي للحفاظ على هذه الثروة البئية مع توفير الميزانية الكافية لذلك لتتمكن الوزارة مع مرور الوقت من التحكم بهذه المشاكل.
وفي تصريح للسيد خابر عمر رئيس قسم بالمحافظة الوطنية للساحل لـ «الشعب» قال أن المناطق الرطبة في الجزائر موجودة تحت ظغوطات مختلفة ناجمة عن النشاطات الصناعية المتعلقة باستغلال مياه هذه المناطق الى جانب الإفراط في صيد الاسماك الذي يعتبر أكبر تهديد للثروة السمكية في المناطق الرطبة والبيئة البحرية .
الامر الذي جعل وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة كما قال السيد خابر تقوم بعملية مسح أفضت بعد سنة تقريبا الى احصاء ١٧٠٠منطقة رطبة بمختلف أنواعها في الشمال والجنوب، وأختيرت من بينها عشر مناطق يعد مصب ڤمزافرانڤ واحدا منها وذلك قصد التسيير المدمج والمتكامل لهذه المناطق.
كما عمدت المحافظة الوطنية للساحل إلى إطلاق مشروع إعادة تهيئة واد مزافران وذلك باستعمال نباتات الـ «لويا » قصد تثبيت الكثبان الرملية وتثمين هذا الفضاء الهش.
وعبر السيد جناد سليم رئيس جمعية حماية البيئة البحرية رايس حميدو من جهته عن أهمية المناطق الرطبة باعتبارها تنوع بيولوجي مهم يجب الحفاظ عليه خاصة وأنها تواجه الكثير من المشاكل كالنفايات الصناعية او المياه القذرة المستعملة لذلك شاركت الجمعية في هذا اليوم التحسيسي بمجموعة من الشباب شاركوا امس في النزهة البيداغوجية حول مصب وادي مزفران تم أثناءها غرس اشجار ونباتات عشبية بالاضافة الى نشاطات ترفيهية وتفاعلية. كما نوه بأهمية محطات التطهير التي تلعب دورا مهما في منع التلوث عن المناطق الرطبة ما يعني الحفاظ على الثروة البيولوجية التي تمثلها هذه المناطق.
كما نال الأطفال الحظ الأوفر من الاحتفال من خلال برنامج ميداني خصص للاكتشاف ، ما أتاح لهم الفرصة لاثراء معارفهم فيما يخص التربية البئية المدمجة من طرف قطاع التربية في الوسط المدرسي .
وللعلم فإن مساحة المناطق الرطبة المصنفة وطنيا ٢,٨مليون هكتار ما مكن الجزائر من إحتلال المرتبة الثالثة افريقيا والثامنة عالميا، لذلك لابد من الحيلولة دون تقلص تلك المناطق الرطبة .
المناطق الرطبة القلب النابض للحياة:
مصب وادي مزافران ..للتحسيس بالأهمية البيئية
ف/كلواز
شوهد:301 مرة