تولي السلطات العمومية اهتماما خاصا لفئة الشباب في الجزائر، وهذا من خلال توفير له فضاءات حيوية لتفتيق عبقريتهم، وابراز ابداعاتهم، وفتح نشاطات جديدة قصد ادماجه للتعبير عن انشغالاته الاساسية.
وفي هذا السياق خصص مجلس وزاري مشترك المنعقد في ١٥ اكتوبر ٢٠١٢ لدراسة الملف المتعلق بالشباب، عرض خلاله السيد وزير الشباب والرياضة بالتفصيل آليات التكفل بهذه الفئة، وسمح النقاش الثري والبناء بالوقوف على ان السياسة الوطنية للشباب تستند الى قاعدة ثلاثية وهي: ترقية الاعمال الترفيهية للشباب وتسيير اوقات فراغهم، وحماية الشباب من الآفات الاجتماعية والمساهمة في ترقية الحياة الجمعوية والاتصال والاعلام والتبادلات.
وقد تقرر بعد التشخيص الدقيق مباشرة الاعمال العاجلة، كاستعادة التحكم في الهياكل التابعة لقطاع الشباب والرياضة بمراعاة وقت الفراغ للشباب لايخضع فتحها لمنطق اداري، ووضع كل هذه الهياكل تحت تصرف هذه الفئة حصريا، واستعادة بطاقة الشباب، ومنح مزايا لحاميلها مثل التخفيضات في اسعار النقل العمومي، واتخاذ كافة الترتيبات لديمومة العمل تجاه الشباب، كالمدارس والثانويات والجامعات ومراكز التكوين، وترقية العمليات الاعلامية لفائدة الشباب كالاذاعات المحلية، وتنظيم مخيمات للعطل والتوأمة، وتطوير عمليات تشغيل الشباب بانشاء مؤسسات شبانية للرياضة والترفيه هذه المحاور الكبرى توجت بتنصيب اللجنة القطاعية المشتركة يوم ٢٥ اكتوبر ٢٠١٢ من طرف السيد وزير الشباب والرياضة، والتي يرأسها السيد بلقاسم ملاح كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة مكلف بالشباب مهمتها تنسيق الاعمال والنشاطات التي تقوم بها مختلف القطاعات للتكفل بانشغالات الشباب، وتنظيم وضمان متابعة وتنفيذ الاعمال المعتمدة لفائدة هذه الفئة ومشكلة من ١٥ دائرة وزارية.
وقد اشرف السيد بلقاسم ملاح شخصيا على ٤ اجتماعات متتالية لهذه اللجنة، الاجتماع الاول انعقد يوم ٨ نوفمبر ٢٠١٢، عرضت فيه البرامج والنشاطات التي توجد لدى مختلف هذه القطاعات في مجال الشباب، وكان الهدف هو تقاطع النشاطات القطاعية وتثمين وتطوير وتكثيف ما هو جار واحداث تنسيق انجع ما بين القطاعات.
وامتدادا لذلك تم عرض ودراسة البرامج القطاعية المقترحة في اجتماع ٠٣ ديسمبر ٢٠١٢، كما انعقد اجتماع آخر خلال حلول السنة الجديدة وهو يوم ٨ جانفي ٢٠١٣ لاعداد برنامج عمل ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ اما الاجتماع الرابع في ٢٢ جانفي ٢٠١٣، تم صياغة الوثيقة النهائية لبرنامج عمل اللجنة لفترة ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ والمصادقة عليها ووضع آليات التنفيذ لتجسيد برنامج العمل المشترك الذي تضمن ١٤ نقطة جديرة بالاشارة اليها، كونها تتمير بابعاد اجتماعية وثقافية، كترقية المواطنة والتنشئة البيئية وتشجيع العمل التطوعي الشباني والسياحة الشبانية وترقية اداء الحركة الجمعوية العاملة في اوساط الشباب، وتأطيرها، لتسهيل الشراكة والتواصل مع السلطات العمومية ومرافقة الشباب عبر اجهزة التشغيل وتطوير الاعلام والاتصال بتجسيد الشباك الموحد. وتنظيم المهرجانات والمسابقات الموجهة للشباب مع تفعيل الرياضة المدرسية والسعي الى انشاء مؤسسات للشباب في مجالي الرياضة والترفيه وتكثيف استفادة الشباب من المخيمات الصيفية، باستغلال المؤسسات التربوية والتكوين والاقامات الجامعية وتدعيم سلك الوسطاء الاجتماعيين في الاحياء وتطوير التكوين المهني الجواري للفتاة الريفية، بتوفير ٥ مراكز متنقلة، وقد حددت ٥ ولايات نموذجية (تمنراست، إليزي، النعامة، ادرار والجلفة) وفتح المؤسسات المدرسية امام الحركة الجمعوية في المساء في اطار النشاطات اللاصفية وتطوير مفهوم المقاولاتية والقيادة ومهارات الاتصال في اوساط الشباب.
وفي نفس التوجه ولتوسيع دائرة الاهتمام الاكثر بالشباب لتأطيره تأطيرا محكما وفق منظور الواقعية اعدت مصالح كاتب الدولة المكلف بالشباب مجموعة من المشاريع منها، بطاقة الشباب، والوسيط الشباني، وميثاق الشراكة مع الحركة الجمعوية والمهرجان الوطني للشباب والجائزة الوطنية للوقاية من المخدرات، ومؤسسة الشباب الصديقة والشبكة الوطنية للشباب والمخيم البيئي الشباني.
كل هذه المشاريع ترمي الى التكفل الحقيقي بالشباب الجزائري في كل الولايات، قصد اعداد سياسة وطنية ذات طابع الديمومة تجسدها في الميدان آليات مرنة قابلة للتطبيق لاحداث التوافق بين الوسائل المسخرة والنتائج.
تحت اشراف كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة
15 قطاعا وزاريا يعد برنامجا ثريا لفائدة الشباب
جمال أوكيلي
شوهد:228 مرة