رافع المشاركون في ندوة منتدى «الشعب»، أمس، حول الذكرى الـ٥٦ لإضراب الثمانية أيام، على جعل ٢٨ جانفي، يوما وطنيا يؤرّخ لمرحلة حاسمة خاضها الشعب الجزائري، منتفضا على الخوف والتردّد، مكسّرا جدار الصمت وحملات المستعمر الفرنسي.
وذكر المتدخلون في الندوة التي كشف من خلالها من صنعوا الحدث، وعايشوه عن قرب، أن هذا اليوم التاريخي لابد أن يرسم.. ويدوّن ضمن الأيام الوطنية، باعتباره يكشف عن محطة حاسمة من التاريخ الوطني، ويمثل المنعرج الفاصل في تحطيم ما ظلّ يردّده المستعمر عبر قنوات متعددة من أشياء ما أنزل اللّه بها من سلطان.
وبالنسبة لهؤلاء، فإن هذا الحدث الذي صنعه التجار في مرحلة من مسار التحرّر الوطني، يظهر بالملموس، كيف انخرطت هذه الفئة في معركة الحرية والهوية والوطن.
ويجيب على أسئلة كيف ولماذا لم يتردد التاجر في تلبية نداء الواجب والإنخراط التلقائي في ثورة شعبية قلبا وقالبا من أجل جزائر حرة مستقلة، بعيد تماما عن (الجزائر الجزائرية)، (الجزائر فرنسية).
كسّر في إضراب الثمانية أيام الأساطير المروّجة زورا وبهتانا من فرنسا الاستعمارية، وأظهر بالدليل القاطع أن الثورة الجزائرية شعبية.. وهي اندلعت من أجل الانتصار واسترجاع السيادة الوطنية. إنها رسالة جبهة التحرير الوطني، إلى المشككين لعدالة القضية الجزائرية، والذين ظلوا يرددون بملء الفم والصراخ، لعدم وجود أمة جزائرية في التاريخ القديم والحديث.. والمزايدين في الأكاذيب التي تبددت لحظة الإضراب الحاسم، وغيّرت الصورة الخاطئة المرسّخة في الأذهان، بأن هناك شعبا لا يريد غير الحرية بديلا.. والجزائر وطنا.
المنعرج الحاسم
فنيدس بن بلة
شوهد:209 مرة