الخبير الأمني بن عمر بن جانة لـ «الشعب»:

الإرهاب يتسلل عبر منافذ ما يعرف بالربيع العربي ومواجهته جماعيا

حمزة. م

الجريمـــة المنفـــذة في تونـــس هدفهـــا ضــــرب التجربــــة الديمقراطيـــة السلميـــــة

حذر الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، بن عمر بن جانة، من تنامي دوامة العنف والإرهاب بتونس، في وقت لازالت القوات الأمنية التونسية تتجند للتصدي لها. وأكد ارتباط الأمن الوطني الجزائري بما يجري في دول الجوار.
قال بن جانة، إن الاعتداء الإرهابي على السياح بنزل بوسوسة، مدروس بشكل دقيق، وساعد ضعف اليقظة الأمنية في تنفيذه بذلك الشكل. وأكد أنه “لا توجد عملية إرهابية غير مدروسة ومخطط لها بإحكام”.
وبالنسبة للخبير في الشؤون الأمنية، “كان الهجوم الدموي متوقعا، بالنظر إلى تصاعد الهجمات الإرهابية في الآونة الأخيرة”، مفيدا بأن تنفيذ العملية في شهر رمضان الذي تنخفض فيه حدة اليقظة، سمح للإرهابي المقضى عليه بإيجاد الثغرة المناسبة وإنجاح مخططه.
وعن المسؤولية الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية التونسية، يعتقد الخبير أن “السنوات التي عرفت فيها الجزائر الإرهاب الأعمى، كان الوضع مستقرا في تونس، وبالتالي لم تكتسب القدرات العسكرية اللازمة لمواجهة الظاهرة”.
وأضاف، “أنها بدأت تستهدف سنة 2011، باعتداءات متفرقة على قوات الجيش وكمائن في جبل الشعانبي، لتعقبها هذه العلميات المستهدفة لاقتصاد البلاد” التي تخوض ديمقراطية سلمية.
وحذر المتحدث، من تضاعف الأعمال الإجرامية في تونس، مستقبلا بشكل لا تملك الدولة الإمكانات والقدرات اللازمة للتصدي لها “فالإحصائيات تتحدث عن وجود ما بين 4000 و5000 شاب تونسي ناشطين في صفوف التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وتنذر عودتهم إلى بلادهم بدوامة إرهاب خطيرة وطويل الأمد”.
وقدم بن جانة عددا من المؤشرات الدالة على خطر التهديد الارهابي المتسلل عبر بوابة ما يعرف بالربيع العربي قائلا، إن الجريمة تستهدف التجربة الديمقراطية التي نجحت تونس في بنائها.
وقال، “بعد عملية متحف الباردو التي راح ضحيتها 21 سائحا أجنبيا، وقع اعتداء سوسة وفي ظرف وجيز وهذا يدل على هذا الطرح”.
في السياق، أشار بن جانا إلى أن التنظيم الإرهابي «داعش»، “لا يعتبر منظمة وإنما فكر، لذلك تكون عناصره كبيرة قوية ومنتشرة وسط المدنيين وهذا ما يعطيها فرصة المباغتة والمفاجأة”.
واستدل بمنفذ اعتداء سوسة “الذي ليس بالفقير أو ضحية الحرمان وإنما طالب جامعي ومثقف”. وهنا يكمن، بحسب المتحدث، الخطر الحقيقي لهذا التنظيم الإرهابي.
وبخصوص تداعيات النشاط الإرهابي في تونس على الجزائر، قال بن جانة “إن التأثير مباشر، لأنها دولة جارة نتقاسم معها شريطا حدوديا يزيد عن 900 كلم، ونتأثر بالأعمال الإرهابية التي تحصل بها مثلما هو الحال مع ليبيا ومالي”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024