د. عبد الرزاق قسـوم:

الإسلام بريء من الاعتداءات الإرهابية

جلال بوطي

الغرب يساهم في نشر التطرف بتأجيج عداء المسلمين

قال عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الاعتداءات التي استهدفت المصلين في مسجد الإمام الصادق بالكويت، وتفجير مدينة سوسة بتونس لا تمت للإسلام والمسلمين بأية صلة، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية تتنافى وكل ما يضر الإنسان، سواء كان مسلما أو غير ذلك، محذرا من استباق الأمر في نسب الجريمة للمسلمين.
دعا الدكتور قسوم في تصريح لـ “الشعب”، إلى توخي الحذر في توجيه التهم وإلصاقها، دون مبرر، بالإسلام أو دون دلائل تذكر. قائلا، إن الله عز وجل دعا في القرآن الكريم إلى تبيّـن الأمر قبل الحكم على الناس، وهي رسالة موجهة إلى أولئك الذين يطلقون أحكاما عامة دون الاستناد إلى الحقائق والدلائل القاطعة.
كما أكد الشيخ، أن الدول الغربية على دراية تامة بمعاناة بعض البلدان الإسلامية من ظاهرة الإرهاب والتطرف، التي نتج عنها في وقتنا الحالي مظاهر العنف المتجلي في المشاهد اليومية، مشيرا إلى مساهمة بعض الدول الغربية في تأجيج الوضع ونشر التطرف نتيجة عدائيتها المتواصلة للدين الإسلامي وعدم التواني في توجيه أصابع الاتهام للمسلمين وهم برآء من كل ذلك.
وقال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إنه لا يختلف إثنان في همجية الفعل الإجرامي الذي راح ضحاياه أجانب ومسلمون، منهم من قصد السياحة في بلاد الإسلام وفضلوا الأمان بها، في حين تأسف الدكتور قسوم لاستهداف المصلين في مسجد بالكويت أثناء صلاة الجمعة، أمس الأول، وهو فعل يتنافى مع جميع الشرائع السماوية، فضلا عن مبادئ القانون الدولي الإنساني التي تعارض بشدة العملية الإجرامية التي تؤكد أن الصراعات والاختلافات السياسية تعتبر دائما سببا لإشعال الفتنة والفرقة بين الناس وكثيرا ما تؤدي إلى الاقتتال الذي يظهر في صورة اعتداءات على الناس.
وتبرز إلى الأفق إشكالية الاختلافات الإيديولوجية والسياسية في عملية استهداف مسجد الإمام الصادق بالكويت، حيث لطالما طفت وتجلت مظاهرها إلى الواقع المعيش مترجمة في صورة العداء بين بعض الطوائف الدينية، وهو ما يؤكد ضعف ثقافة الاختلاف العقائدي أو المذهبي المسجل ببعض البلدان العربية والإسلامية.
في هذا السياق، قال قسوم إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تندد بشدة بالعمل الإجرامي الوحشي الذي استهدف المدنيين المصلين في مسجد الإمام الصادق بالكويت والسياح بمدينة سوسة الذين قصدوا تونس الشقيقة من أجل الراحة وبحثا عن الطمأنينة، إلا أن أيدي غدر كانت لهم بالمرصاد، واصفا منفذي العملية بتجاوز فعلهم لهدم الكعبة المشرفة، لأن قتل النفس البشرية يساوي قتل الأمة الإنسانية جمعاء.
وحول تعاطي وسائل الإعلام ونقلها لمشاهد الضحايا بطريقة غير أخلاقية وقد تمس أحيانا بكرامة الإنسان، شدد الشيخ قسوم على ضرورة احترام مشاعر الجمهور لدى نقل الصورة والمشاهد الواقعية التي قد تحمل جانبا سلبيا أكثر منه إيجابيا، موضحا أن توخي الحذر في نقل المعلومة الدقيقة مطلوب في أداء الرسالة الإعلامية أكثر في مثل هذه الحالات، التي تستدعي مراعاة مشاعر الناس تجاه المظاهر الدامية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024