مخاض عسير طبع انتخاب اللجنة المركزية

محاولة اقتحام القاعة التي احتضنت تزكية سعداني

فريال. ب

الأجواء التي طبعت، أمس، القاعة البيضوية التي احتضنت المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني كانت مميزة؛ ذلك أن مخاض اللجنة المركزية كان عسيرا واستغرقت عملية انتخاب أعضائها، بعد توسيع عددها إلى 504 عضو وفق ما أعلن عنه الأمين العام عمار سعداني، ما أخر المصادقة على اللائحة السياسية وتلاوة القائمة إلى ما بعد السادسة مساء. وكما كان متوقعا، ظهر الامتعاض وعدم الرضا باديين على المندوبين الذين لم يتم انتخابهم، من خلال الاحتجاج.

إذا كانت الأمور محسومة لصالح عمار سعداني، الذي تمت تزكيته أمينا عاما، كما كان متوقعا في غياب منافس له، فإن الأمور كانت مختلفة تماما في انتخاب أعضاء اللجنة المركزية. ورغم التأكيد في كل مرة على أن الانتخابات انتهت وذلك منذ منتصف النهار، إلا أن الأمور لم تحسم إلا في ساعة متأخرة، ما اضطر الحاضرين إلى الانتظار طويلا في القاعة، رغم أن بعضهم علم بتزكيته أو انتخابه، إلا أنهم فضلوا التريث إلى غاية الإعلان عن أسمائهم بعد استئناف الجلسة.
وتميز انتخاب أعضاء اللجنة المركزية، الذي يعد بمثابة امتحان مصيري للحزب، بمنافسة شديدة بين مرشحي المحافظات 120 للحصول على العضوية في أهم هيئة في التشكيلة بعد المكتب السياسي. واستنادا إلى المعلومات التي استقيناها من بعض المندوبين وكذا المرشحين، فإن الأمور كانت محسومة بالنسبة لأولئك الذين راهنوا على التزكية في الكواليس مثلما هو معمول به في هذا النوع من الاقتراع، ما اضطر منافسيهم إلى الانسحاب، غير أن المنسحبين لا يشاطرون هذا الطرح، وقد أكدت إحدى المندوبات لـ “الشعب”، رفضت الإفصاح عن هويتها، أنها انسحبت تاركة المجال للشباب احتراما لشعار المؤتمر “التشبيب والتجديد”.
وإذا كان البعض قد قبل بالنتائج، فإن آخرين لم يهضموها واحتجوا بقوة، محاولين اقتحام المكان الذي خصص لتزكية الأمين العام بالقرب من القاعة، مبدين رفضهم القاطع لعدم إدراج أسمائهم في القائمة، رغم أن سعداني كان يتوقع رد الفعل هذا، قد أكد أن “رضا الجميع غاية لا تدرك”، لافتا إلى أن اللجنة المركزية تحوي أكبر عدد على الإطلاق منذ ميلاد الحزب”.
وخلال ساعات الانتظار الطويلة، بسبب الطعون الكثيرة التي كانت وفق ما أكد بوقطاية للصحافة على الهامش، شكلية بدرجة أولى، إذ تتعلق أساسا باحتجاج البعض على سبيل المثال، على إدراج شباب في القوائم فيما تتجاوز سنوات نضالهم بكثير أولئك الوافدين الجدد إلى اللجنة المركزية، ما يجعلهم أولى بالعضوية فيها. مع العلم أم المحافظات القديمة تم اختيار 3 أعضاء منها، بينهم امرأة. فيما تم انتخاب عضوين فقط عن كل محافظة جديدة بينهم امرأة كذلك لتعزيز مشاركة وحضور العنصر النسوي والشباب وفق استرتيجية قيادة التشكيلة.
في سياق آخر، تميزت اللائحة السياسية للحزب المصادق عليها، أمس، بالأغلبية، بتثمين تزكية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للحزب. كما أشادت بتعزيز سعداني لصفوف الحزب، مهيبة بالمناضلين الالتفاف حول القيادة وأن ينأوا عن كل ما يفرق الحزب. ودعت من جهة أخرى الطبقة السياسية وكل الشركاء إلى تهذيب وأخلقة الممارسة السياسية، والمساهمة في استكمال تعزيز مسار الإصلاحات لترسيخ دولة الحق والعدالة والقانون، كما ثمنت المصالحة الوطنية، واصفة إياها بالحصن المنيع للتماسك والوحدة الوطنية، فيما دعت التشكيلة إلى مراجعة قانوني البلدية والولاية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024