أكّد مدير تربية ولاية وهران، مراد قديري، أنّ الاضطرابات التي شهدها القطاع خلال الموسم الجاري، لم تؤثّر على المسار الدراسي، وقال أنّ عمليات تنفيذ البرامج واستكمالها، تجري في ظروف مقبولة، مقارنة بولايات أخرى هذا ما وقفت عنده «الشعب». وأضاف قديري أنّ صيرورة التمدرس عبر جميع الأطوار التعليمية، وخاصة على مستوى السنة الثالثة الثانوي، متابعة وطنيا من قبل السادة مفتشي التربية الوطنية، مشيرا إلى سلسلة الندوات واللقاءات التي تجتمع دوريا كافة الفاعلين في القطاع، تصب كلها في خانة تحسين ظروف التعليم.
ولايزال مشكل كثافة البرامج الدراسية قائما، رغم عديد الإصلاحات الرسمية التي قامت بها الدولة في مجال التربية والتعليم، حيث يشتكي الطلبة وأولياء أمورهم بوهران كثافة المقررات وطول البرامج باختلاف التخصصات والشعب، مما يثير في أنفسهم الخوف والتوتر خلال فترة الامتحانات، حسب محدثي «الشعب».
ويعيب أستاذ من ثانوية الكرمة الجديدة التابعة لدائرة السانية نظام كثافة المقررات الدراسية، مؤكّدا، أنه يؤثر سلبا على أدائهم الدراسي ونتائجهم آخر السنة، خصوصا في الامتحانات الدورية والسنوية، لأن الطالب_ حسبه_ يضطر للحفظ والتهام ما يعطَى له من دروس فقط من أجل الامتحان والحصول على شهادة، من دون الأخذ بعين الاعتبار المعارف الحقيقية. وقد شهدت عديد الولايات احتجاجات، وتغيّبات المدرسين واضطرابات أخرى، وهو الجانب المغفّل خلال مرحلة تنزيل البرامج وفق الغلاف الزمني المحدد. وأشار مصدر لـ«الشعب” إلى بعض المحاولات الرسمية الخجولة للتخفيف من كثافة البرامج من خلال اعتماد مقاربة بديلة بالكفاءات، عوض المضامين التقليدية في بناء المنهاج التعليمي الجديد. بدوره، أكّد مدير التربية لولاية وهران، أنّ الإشكال الأخير، سيكون محور ندوة وطنية تقييمية للسلك الثانوي شهر جويلية. وقد احتضنت وهران يومي 17 و19 مارس ٢٠١٥ ندوة جهوية لولايات الغرب. تتعلق ببرامج الجيل الثاني، يشرع في هذا النوع من المناهج ـ حسب تأكيدات الوصاية ـ ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، فيما سيمس كمرحلة أولى تلاميذ السنة الأولى والثانية ابتدائي والسنة الأولى متوسط.
وأضاف قديري، أن هناك اجتهادات مكثفة لتكوين 80 ألف أستاذ ومعلّم على المستوى الوطني، مكلف بتأطير الأقسام المشار إليها سابقا، وتعتمد الوزارة في إصلاحاتها ـ يقول مدير التربية لولاية وهران ـ معيار التدرج من القاعدة للتعليم الثانوي، وهذا الأخير ملفه مفتوح بتقييم هذا المرحلة، مؤكّدا أن وزارة التربية الوطنية، شرعت في تنصيب البرنامج الجديد ومشروع الكتاب الموحد للسنة الأولى والثانية ابتدائي، تخفيفا لعدد الكتب وعبئ ثقل البرامج.
الرتوشات الأخيرة قبل الامتحانات النهائية
وكانت وزيرة التربية بن غبريط في آخر زيارة لها لوهران، قد أكّدت، أن المشكل الرئيسي فيما يتعلق بكثافة البرامج الدراسية، يكمن في المقاربة البيداغوجية. وقالت أن من بين الأخطاء الشائعة بالجزائر، تقيد الأستاذ بصفحات الكتاب المدرسي، وقد بلغت وهران مرحلة وضع اللمسات الأخيرة لاستقبال تلاميذ نهاية السنة الدراسية 2014-2015، ويقدّر عددهم في الأطوار التعليمية الثلاثة بـ26362 مترشح، موزعين عبر 125 مركز، ليرتفع بذالك عدد المترشحين لامتحانات النهائية بزيادة مقدارها 9 آلاف مترشح، بسبب التحاق كوكبيتن من التلاميذ بالأقسام النهائية، وسجّل كل من التعليم المتوسط والابتدائي نقصان بـ2200 مترشح و478 مترشح على التوالي. وقد تم تسخير كافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية لاستقبال نحو 12765 مترشح لامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، المزمع انطلاقها يوم 2 جوان عبر مختلف مراكز الإجراء بوهران، منهم 8 مترشحين معاقين حركيا، 3 مكفوفين و6 طلبة من الصم والبكم، كما يتقدم لهذا الامتحان 19 مريضا مترشحا بمستشفى مسرغين للأمراض السرطانية.
ويقدر عدد المترشحين بوهران لإجراء امتحان شهادة البكالوريا المقرر في 7 جوان 28721 تلميذ، موزعين عبر 82 مركزا، تحتل فئة الإناث الصدارة بـ 14186 أنثى، فيما تم تسجيل 92 مترشحا من مدرسة أشباب الأمة و5614 من المترشحين الأحرار و16 مترشحا من ذوي الاحتياجات الخاصة (6 معوقين حركيا و10 مكفوفين)، هذا وقدرت الوصاية عدد المترشحين بمراكز إعادة التربية بـ42 نزيلا ونزيلة، مع العلم أنّه، تم تخصيص 3 مراكز تصحيح.
وبلغ التعداد النهائي للمترشحين لامتحانات نهاية التعليم المتوسط بوهران المقرر انطلاقها يوم 14 جوان 19769 مترشح، موزّعين عبر 72 مركزا، وتحتل الإناث النسبة الكبيرة بـ 10399 طالبة، فيما بلغ مجموع الطلبة الأحرار 153 و3 معوقين حركيا و9 مكفوفين، وتجدر الإشارة إلى تخصيص مركزين للتصحيح على مستوى ولاية وهران.
