في ذكرى رحيل المجاهد رابح بيطاط

خدم الجزائر بحنكة وشجاعة إبان الثورة وبعد الاستقلال

سهام بوعموشة

أشاد المشاركون في الندوة التاريخية التي نظمها المجلس الشعبي الوطني، أمس، بالتنسيق مع مركز البحث والدراسات التاريخية، بخصال المجاهد الفقيد رابح بيطاط، الذي كان واحدا من الذين فجروا ثورة الفاتح نوفمبر 1954 رفقة ثلة من أسود الجزائر، وواصل كفاحه الثوري إلى ما بعد الاستقلال من خلال تسيير الهيئة التشريعية بكل حنكة وجدارة، في وقت كان يصعب مجاراة التيارات السياسية آنذاك المنضوية تحت حزب جبهة التحرير الوطني، كما كانت له مواقف ثابتة لا تحركها المصالح.

أعلن العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، عن تسمية قاعة المحاضرات للمجلس باسم الفقيد بيطاط واصفا إياه  بالرجل الشجاع الثائر والواثق من النصر والمناضل الحر، الذي أظهر في كل مساره النضالي والسياسي أن الجزائر هي أم الجميع، مضيفا أن الفقيد خدم مؤسسات الدولة وعلى رأسها الهيئة التشريعية بإخلاص وحكمة وأمانة.
وأوضح في هذا الإطار، أن الأمانة العظيمة يصنعها الأشخاص الأوفياء مثل بيطاط الذي آمن بالثورة والقضية هي التي تجعل الإنسان عظيما، قائلا: “الثورة كانت قوية كالفولاذ، ورجالها أسياد أعطوا دروسا عظيمة في تحلي المرء بالشجاعة”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو فرصة لاستذكار واحد من الذين فجروا ثورة التحرير وصنعوا حلم شعب، تضحياتهم تبقى محفورة في الوجدان وينبغي أن تكون نبراسا ينير الأجيال.
ضرورة تأليف كتب حول مسار الفقيد النضالي
وقال مستشار رئيس الجمهورية محمد بن عمر زرهوني، أنه يدين بالجميل للفقيد الذي كان خير سند وفسح له المجال للعمل في الهيئة التشريعية ويحتك بذوي الخبرة والكفاءة، قائلا أن بيطاط صاحب خصال لا تعد وقد أحسن إدارة المجلس بكل حنكة، مضيفا أنه طيلة اشتغاله معه في الفترة التشريعية الأولى تمكن من التسلح بالتجربة السياسية والمعرفية، داعيا إلى تأليف كتب حول مآثر الرجل النضالية ومواقفه السياسية لتكون مرجعا مشهودا للأجيال القادمة.
وطالب عمر بخوش، إطار برئاسة الجمهورية، بتشخيص وتحليل شخصية بيطاط، والوقوف أمام مساره منذ الحركة الوطنية لغاية ما بعد الاستقلال، كونه كان متواجدا في كل المسارات من الأربعينات إلى سنة 2000،  قائلا أن الفقيد كان شخصية صامتة لكنها فعلت الكثير ورجل إجماع بصبره وحنكته، أملا في أن تزوده عائلته ببعض المعلومات عنه كي يكتب سيناريو عن حياته.
من جهتها، تحدثت المجاهدة وعضو مجلس الأمة ليلى الطيب عن فترة عملها مع الفقيد قائلة أنه كان لها الحظ في العمل مع بيطاط مدة عامين، حينما انتخبت نائب في المجلس الشعبي الوطني في مارس 1982، حيث تعلمت منه الكثير من الأمور في تسيير المجلس، واصفة إياه بالمدرسة، مشيرة إلى أن هذا الأخير كان صعب التسيير بحكم وجود تيارات سياسية عديدة قوية في عهد الحزب الواحد، وأنه ليس من السهل ترأس المجلس لكن شخصية بيطاط القوية، جعلت كل تلك التيارات تنصت إليه، مؤكدة أنه كان يتابع بدقة كل أعمال اللجان.
وأضافت ليلى الطيب في هذا الشأن، أن الرئيسين الراحلين هواري بومدين والشاذلي بن جديد أحسنا اختيار الفقيد، الذي كان شخصية محترمة بالخارج أيضا، وإنساني كذلك، وختمت تدخلها بالقول: “بيطاط شخصية نلتقي بها مرة في كل 50 سنة”.
وصفت نائب رئيس مجلس الأمة، زهرة ظريف بيطاط، أرملة الفقيد، بأنه رجل الواجب نتيجة نضاله في الحركة الوطنية، حيث تربى على مواجهة صعوبات الحياة وظروف الاستعمار القاهرة، مؤكدة أنه كان ينتمي إلى عرش شريف يسمى “لبياطة” الذي حولت الإدارة الاستعمارية اسمه إلى “بيطاط” في السجل المدني، مضيفة أن زوجها كان صارما في تربية أولاده وكان دائما يحثهم على حب وخدمة الوطن قائلا لهم:« لا تسألوا ماذا يعطيكم الوطن، بل أنتم الذين تقدمون للوطن خدمة” .
وأبرزت زهرة ظريف، الحرص الشديد للفقيد على تكوين الشباب لمواجهة الأعداء، كما أن مواقفه كانت ثابتة قائلة: “بعد الاستقلال اتخذ مواقف سياسية صعبة”، داعية الشباب إلى دراسة تاريخ الجزائر قبل دخول الاستعمار لمعرفة تركيبة مجتمعهم وليكونوا خير خلف.
وللعلم، فقد تم عرض شريط وثائقي قصير عن مسيرة المجاهد الفقيد الثورية والسياسية، كما تم تكريم أرملته بألبوم لصوره حين كان يرأس الهيئة التشريعية، مع شهادة رمزية

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024