الأسرة الجزائرية هي الجبهة الأقوى في المقاومات الثقافية بطبيعتها

حياة / ك

أكد محمد طايبي، دكتور في علم الاجتماع، في حديث على الهامش خص به “الشعب”، عدم وجود دراسات حقيقية تتناول سيرورة والديناميكية الأسرية في الجزائر، وقال “إننا نتكلم عن طريق أحكام مسبقة”، مبرزا أن المقاومات الكبرى في المجتمع الجزائري هي في الأسرة وليس في مكان آخر، حتى الأسر المهاجرة نجدها فضاء للدفاع الثقافي أكثر من الفضاء العام والإعلام أو الجامعة.
 قال طايبي، وهو يحلل واقع الأسرة الجزائرية في ظل العولمة والغزو الثقافي، أن الاختراقات التي تقوم بها مخابر الدراسات، “هي اختراق المنظومة الأسرية ككل كقيم، ويوفر لذلك ما يسمى عولمة “المتعة” مهما كان نوعها، ليذوب الإنسان ببطنه وشهواته في السوق الموجودة الآن، بغية تفكيك الأسر، وصناعة فرد لا يستجيب لأصوله من خلال القنوات الإباحية، والكتب التي تخلق مفهوم الفردانية، والابتعاد عن ذاكرة الأصول وهذه أهم النقاط في الجزائر.
وأوضح في هذا الصدد، أن الأسر ليست بنية أشخاص، بل هي بنية أصول تتوارث، كما هو الحال عندنا عكس ما نجده في الدول الأوروبية التي تفتقد لمثل هذه البنية، لأنها مرتبطة بهلاميات السوق، والحرية، لان الأصول كما قال تجعل الإنسان يعتز بنفسه، والتاريخ كذلك يعطي قيمة للأسرة، مجريا مقارنة بين أسرة أصولها مجاهدين وشهداء نجد أن لها اعتزاز ووزن من الناحية الاجتماعية ، تفتقده تلك التي كان أصولها عملاء لفرنسا، على حد قوله.
وفيما يتعلق بعنوان موضوع اللقاء حول تحديات العولمة ودور الأسرة في الحفاظ على القيم الجزائرية، تحدث عن وجود عالمين عالم الأسرة بمفهوم سوسيولوجي ومفهوم عائم وهو العولمة، أن الأسرة هي الجبهة الأقوى في المقاومات الثقافية بطبيعتها، وأي أسرة تتعرض في جوانبها الخارجية من حيث القيم بحكم الاقتصاد والعلم والتنقل، إنما “موسوعة الأسر” تأكد هذا التوجه، وأن الدراسات الأسرية هي مرجع القرارات في التغطية الاجتماعية ومسائل الهوية ومسائل الحفاظ على الذات.
ولفت إلى أن الأسماء الذي يحملها الجزائريين ـ حاليا ـ لا تستجيب لثقافتنا الإسمية، لأنه من المفروض أن تكون أسماءنا تبدأ من الاسم ثم إسم الأب والجد ثم الصفة، مشيرا إلى أن تاريخ الأنساب هو الذي يجعل من الهوية العريقة تظهر، بالإضافة إلى الحصانة الروحية التي لا تقتصر على العبادات فقط، وهي تعد المرتكزات الأساسية للأسرة الجزائرية بشكل عام، مؤكدا على ضرورة أن توظف السياسات العمومية المرافق، لجعل التربية الوطنية “تنتج الأسرة”، وتساهم في المجتمع التربوي، لأن الأسرة بقيت لأكثر من قرن حصن لم يلين، بالرغم من كل المحاولات التي قام بها الاستعمار الفرنسي لطمس الهوية الجزائرية بجميع أبعادها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024