أمجاد الجزائر صنعتها المرأة إلى جانب الرجل

صالح بن قبي: للطلبة دور مؤثر في الثورة التحريرية

سهام بوعموشة

كتابـة التاريــخ الوطني بأقـلام نزيهــة

أكد صالح بن قبي مجاهد ودبلوماسي سابق، أن أمجاد الجزائر كانت تتقاسمها المرأة مع أخيها الرجل وبمشاركة الأطفال، مضيفا أن إضراب 19 ماي 1956 لم يأت صدفة، بل كان نتيجة الاضطهاد وتصعيد حدة العنف ضد الطلبة من طرف الإدارة الاستعمارية، التي أصبحت لا تفرق بين المثقف الجزائري وغيره، مشيرا إلى أن الحوار بين الأجيال اليوم يعاني انقطاعا لأسباب كثيرة، داعيا إلى كتابة التاريخ بموضوعية وبأقلام نزيهة.
استهل أمس، صالح بن قبي تدخله خلال حصة “موعد مع التاريخ” التي بثت من المتحف الوطني للمجاهد بالمدرسة العليا للأساتذة بالقبة، بالحديث عن دوافع احتلال فرنسا للجزائر بمباركة الكنيسة البابوية وأطماع العديد من الدول الأوروبية التي كانت تكن الحقد لبلادنا وترغب في الانتقام، كونها كانت تسيطر على الملاحة في البحر الأبيض المتوسط، قائلا أنه لو لم تبادر فرنسا باستعمارنا لفعلت بريطانيا ذلك.
وأبرز الدبلوماسي السابق في هذا الإطار، وجود مخطوطات سرية لدى الفاتيكان موجهة لشارل العاشر تبارك فكرة الاحتلال، كما أن فرنسا كانت تبحث عن إبادة شعبنا وجعل أرضه فرنسية، وحسب الإحصائيات أن هناك 4 ملايين جزائري أبيدوا سنة 1900، مشيرا إلى أن الجزائر كافحت جيشا عظيما مدججا بالأسلحة وضباطه متخرجون من أفضل المدارس العسكرية الحربية آنذاك.
وأضاف أنه نتيجة للبطش والتقتيل الذي مارسه الاستعمار ضد الجزائريين، تكونت أحزاب وتيارات وطنية تدافع عن مطالب الجزائريين، وبالنسبة لنضال الطلبة قال أنه آنذاك كانت جامعة وحيدة يدرس فيها 5 آلاف طالب منهم 400 جزائري والبقية من أبناء المستوطنين، مما أدى بالطلبة المسلمين الجزائريين تشكيل مكاتب يقومون بتجديدها كل سنة.
وموازاة مع ذلك، أشار بن قبي إلى أن عبان رمضان توجه نحو مكتب الطلبة لمعرفة النوايا الحقيقية للحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة غي مولي، حيث قام محمد الصديق بن يحي رفقة مجموعة من زملائه لم يتعد سنهم 20 سنة بمقابلة غي مولي لمعرفة خريطة الجزائر القابلة للاستقلال، قائلا له: “نحن نريد الجزائر كلها شمالها وصحراؤها”، وقد كان رد المسؤول الفرنسي أنه إذا كان هذا هو مطلب الجزائريين فإن فرنسا مستعدة للتضحية بآخر مواطن.
وقال أيضا ضيف حصة “موعد مع التاريخ” أنه بعد خروج عمارة رشيد من السجن في فيفري 1956، ولقاءه مع عبان رمضان تقرر القيام بالإضراب عشية أول امتحان، مضيفا أن فرنسا حين شعرت بنشاط الطلبة صعدت من عمليات اعتقال وإعدام العديد من الطلبة بصورة بشعة منهم بلقاسم زدور بوهران، وشاب في الثانوية ببجاية، والدكتور بن زرجب، ورضا حوحو وغيرهم.
وأوضح بلقبي أن الثورة أضحت بحاجة إلى محافظين سياسيين، أطباء ودبلوماسيين ما دفعها لاستقدام الطلبة كونهم الأجدر على القيام بهذه المهام، حيث التحقوا أفواجا خاصة بعد إدراكهم أنه لا أمل في تحصيل الشهادة مادامت الإدارة الاستعمارية ستعتقلهم وتعدمهم، مؤكدا في هذا السياق أن الطلبة أبلو بلاء حسنا إبان الثورة، وهم الأكثر تأهيلا للكتابة لكنهم للأسف لم يكتبوا عن نضالهم وتركوا الأجانب يكتبون عنهم بالتحريف، داعيا إلى كتابة التاريخ بأقلام نزيهة تعتمد على الشهادات مع ذكر بطولات أجدادنا.
الطالب ساهم في بناء الجزائر المستقلة
من جهته، أعطى الأستاذ كريم مقنوش لمحة وجيزة عن الشهيد محمد بن القاسم زدور الذي اعتقلته الإدارة الاستعمارية وسلطت عليه أبشع أنواع التعذيب، حتى لفظ أنفاسه، مشيرا إلى أن الشهيد كان يتقن أربع لغات وهذا دليل على أن الطالب الجزائري كانت له كفاءات ساهمت في بناء الجزائر المستقلة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024