تشريح واقع الحملات التنصيرية وكشف مخططاتها
كرم، أمس، الملتقى الثاني حول التنصير في الجزائر الذي جاء تحت عنوان “الواقع التاريخي وأساليب المجابهة الحضارية، العلامة الجزائري الطاهر آيت علجت”، نظير ما قدمه في مجابهة حملات التنصير التي عرفتها الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي وبعده.
أكد الدكتور سعيدي مزيان، رئيس اللجنة العلمية للملتقى، على أن الهدف من الحملات التنصرية التي تطال الدول الإسلامية على العموم والجزائر خاصة، ليس الهدف منها تنصير المسلمين، بل هو إخراجهم وتنفيرهم عن دينهم، مقدما مثالا حيا عن الشاب الجزائري محمد، الذي سرد في الملتقى تجربته مع الديانة المسيحية التي تحول لها لمدة خمس سنوات، ثم عاد إلى الإسلام، وكانت تلك السنوات كفيلة بكشف حقيقة هؤلاء المنصرين الذي قال عنهم، أن كل ما يهمهم هو المال والسلطة، كما تحدث عن أساليبهم الملتوية واستغلالهم لظروف الأشخاص واقتناص الفرص لتنصير الناس، موضحا أنهم يعتبرون الدين الإسلامي عدوا لهم، كما يصوّرون النّبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) لأتباعهم في أسوأ الصور.
وأبزر سعيدي، أهمية معرفة الإطار التاريخي للعمليات التبشيرية في الجزائر، للتمكن من تشخيص الواقع الحالي، ومنه تسخير الآليات الحضارية لمجابهته، فهو في كل مرة يعود في صور وتحت أغطية مختلفة.
وفي إجابته عن سؤال “الشعب”، عن فيما كانت الحملات التنصيرية التي تطال الجزائر قادمة فقط من فرنسا، كشف الأستاذ أن الجمعيات الأكثر نشاطا بالجزائر هي الجمعيات البروتستانتية الإنجيلية الأمريكية، ومرتعها منطقة القبائل، وهذا ليس لاعتبارها مكانا خصبا، ولكن لاعتقادهم بوجود عوامل مشتركة مع العنصر الأمازيغي، حيث أن الديانة السماوية الأولى التي اعتنقها الأجداد الأمازيغ هي المسيحية، بالإضافة إلى التشابه الفيزيولوجي، وهذا ما اعتمد عليه التبشيري “لافيجري” في حملته بالمنطقة.
وحاول الأساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية، تقديم صورة عن الواقع التنصيري بالجزائر. فقدم الدكتور بوعزة بوضرساية، من جامعة الجزائر، مداخلة بعنوان: “امتداد النشاط التنصيري للآباء البيض من الجزائر إلى شرق إفريقيا: واقعه التاريخي”، والتي عرض خلالها ـ لأول مرة ـ وثائق عن الحملات التنصرية الاستعمارية بالجزائر، كما طرحت الدكتورة سليمي فاطمة الزهراء، موضوعا عن أهم الاستراتيجيات الحديثة للتبشير في العالم.
أما الدكتورة مخلوف بن تونس سجية، فأبرزت الاستراتيجيات النفسية للتنصير في الجزائر المستقلة، منطقة القبائل نموذجا.
