مشاركون في ملتقى دولي ببجاية:

فرنسا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بالجزائر

بجاية: بن النوي. ت

اختتمت، أمس، فعاليات الملتقى الدولي حول جرائم الاستعمار، بجامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية بمشاركة العديد من المختصين، حيث تمحورت مجمل التدخلات حول مجازر الجيش الفرنسي، التعذيب الذي استخدمته فرنسا ضد الشعوب المستعمرة، والإستراتيجية الاستعمارية في تحطيم المقاومات الشعبية. هذا مارصدته «الشعب» بعين المكان.
الملتقى الذي انطلق بقسنطينة في السادس من الشهر الجاري، مرورا بجامعات سطيف وقالمة، جاء قصد تسليط الضوء على الجرائم الاستعمارية، وتأسيس الاتصال بين الجرائم الاستعمارية التي ارتكبت في القرنين 19 و20، في إفريقيا وآسيا، وكذا الآليات التي يستعملها المستعمر في هذه المجازر لطمس هويات المجتمعات المستعمرة.
ويعتبر هذا النشاط بمثابة زاوية لتعميق فهم الظاهرة الاستعمارية الحديثة، وما يتعلق بالمجازر الاستعمارية والإبادة الجماعية، وكذلك دراسة الظروف التي أدت ولا تزال الى نهج خيار استخدام المجازر التي تعكس الطبيعة وبنية المشروع الاستعماري.
وارتكز على أربعة محاور رئيسية وهي المجازر الاستعمارية كمرتكز للبنية العقلية للمستعمر، المجازر الاستعمارية في الجزائر منذ الاحتلال الى غاية الاستقلال وخاص مجازر 8 ماي 1945، والمحور الأخير تطرق إلى توبوغرافيا المجازر الاستعمارية ببعض البلدان على غرار مادلشقر، كينيا ، السينغال، جنوب إفريقيا وفلسطين، وغيرها.
وركز المحاضرون الذين قدموا من أمريكا، إنجلترا، تونس، فلسطين، على المجازر التي اقترفتها فرنسا في حق الشعب الجزائري مؤكدين أن الكتابة عن الفظائع الاستعمارية الفرنسيّة في الجزائر، و ما ارتكبته فرنسا من أبشع الجرائم ضدّ الإنسانيّة يعجز عنها اللّسان والقلم، حيث أن هذه الجرائم المرتكبة ما بين 1830 إلى 1962، لازالت تشهد عنها الأجيال المتتالية، ولازالت آثارها خالدة في هذا القطر الجريح، الذّي سقت دماء الشّهداء كلّ شبر من أراضيه، ومن المستحيل أن ينكرها التّاريخ أو أن يكتب عنها كلّ المؤرّخين والباحثين.
الإستعمار الفرنسي اعتمد آنذاك على إستراتيجية الحرب الشّاملة والإبادة والدّمار في تعامله مع الشّعب الجزائري، للإستيطان والسّيطرة على أراضي من يدعونهم بالأهالي، ولقد انتهج هؤلاء الغزاة كلّ أنواع القهر، الإبعاد، التّهجير، السّجن، التّعذيب، التّقتيل، والنّهب، وهدم المؤسّسات التّعليميّة والإقتصاديّة والإعتقادات والمنشآت والآثار الدّينيّة.
والجزائر حسب التدخلين، من المعلوم عرفت بمقاومتها لكلّ أجنبي دخيل عن هذا الوطن، ولم يستطع أيّ من الدّخلاء أن يتركّز، أو أن يفرض وجوده بقوّته العسكريّة فمقاومة هذه البلاد للإحتلال الفرنسي العسكري، كانت أشدّ ضراوة وشراسة وأعنف ممّا يتصوّره الإنسان في كلّ زمان ومكان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024