الأيام الثقافية تعيد بعث الحياة في قصبة “دلس” ببومرداس

الجمهور يستمتع بجمال الحي العتيق إعادة ترميم المعلم الأثري لإنقاذه من الزوال

بومرداس: ز/ كمال

عاد حي القصبة العتيق ببلدية دلس نهاية الأسبوع ليسترجع لحظات من النشاط والحركية المفقودة، بتنظيم الأيام الثقافية في طبعتها الثانية، التي أشرفت على تنظيمها مديرية الثقافة بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي في إطار شهر التراث، حيث توقف الحضور وضيوف الحي العتيق على واقع القصبة، متسائلين عن أسباب تأخر مشروع إعادة الترميم لإنقاذ المعلم الأثري من الزوال.

لم يهضم رئيس مؤسسة قصبة العاصمة بلقاسم باباسي الذي حضر التظاهرة رفقة مدير حصن 23، ما يشهده الحي من تدهور خطير نتيجة التأخر في إصدار المخطط الدائم لحفظ وترميم المعلم الأثري وتنصيب فرع الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة لمباشرة عملية الترميم وإعادة بعث الحياة في الحي التاريخي المهجور وقال معلقا لـ«الشعب»..”لم أفهم ما جرى لحي القصبة العتيق رغم تخصيص 56 مليار دينار من طرف وزارة الثقافة لترميم المدن القديمة على المستوى الوطني وأسباب التأخر في إصدار مشروع إعادة الترميم بعد المصادقة عليه من قبل اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية.
كما بدت علامات التأثر ظاهرة عليه خاصة بعد دعوته من قبل المواطنين للاطلاع على وضعية بعض السكنات القديمة، وما تعرضت له من نهب للنوافذ والأبواب وحتى الحجارة الأصلية، وتشويه بسبب عملية الترميم السابقة التي قيل عنها تدخل في إطار المخطط الاستعجالي لإنقاذ المعلم بعد زلزال 2003.
كما حاولت “الشعب” التقرب من مديرة الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة السيدة كريمة صدقي، الحاضرة هي الأخرى في التظاهرة لمعرفة رأيها حول دور الوكالة وتاريخ تنصيب فرعها المحلي لمباشرة عملية الترميم وتسيير الحي العريق، لكنها تحفظت ولم ترد التعليق على الموضوع إلا بالعودة إلى وزارة الثقافة، خاصة وان المواطنين من سكان الحي السابقين ينتظرون منذ سنوات عملية إعادة التهيئة الشاملة للرجوع إلى سكناتهم.
 مقابل هذا وعد مدير التعاون الدولي والاتصال بوزارة السياحة حسين عمبيز، بمواصلة عملية متابعة ملف قصبة دلس إلى غاية تجسيده في الميدان بهدف تثمين القطاع في المجال الاقتصادي والسياحي عملا بالتوجهات الأخيرة للحكومة لتنشيط قطاعات الفلاحة، السياحة والصناعة لترقية الاقتصاد الوطني.
 مدير الثقافة..ننتظر صدور المرسوم في الجريدة الرسمية
 أكد مدير الثقافة لبومرداس عمر كبور لـ«الشعب”، “أن المخطط قد تم المصادقة عليه من قبل اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية بتاريخ 17 / 12 / 2014 بدون تحفظ، وهو حاليا لدى الأمانة العامة للحكومة في انتظار صدوره بالجريدة الرسمية، وبالتالي يمكن بعد ذلك تنصيب فرع الوكالة الوطنية للقطاع المحفوظ، ومباشرة مختلف الأشغال المتعلقة بترميم حي القصبة بجزئيه السفلي والعلوي على مساحة 17 هكتار، والتكفل بملفات أصحاب السكنات عن طريق صندوق التراث بتقديم إعانات لإعادة الترميم، الصيانة وغيره..
وفي سؤال عن عدد الملفات الخاصة بالمواطنين الذين تقدموا للمديرية لتسوية سكناتهم، قدر مدير الثقافة العدد بحوالي 40 ملفا تمت الموافقة عليه من قبل اللجنة المختصة نظرا لاستفاء كافة الشروط المطلوبة خاصة عقد الملكية، رغم ذلك اعترف ممثل وزارة الثقافة أن القضية شائكة وتتطلب مجهودات كبيرة بسبب بعض المشاكل الإدارية المتعلقة بالورثة وكيفية معالجة الملف، مؤكدا بالمناسبة أن عملية الترميم الخاصة بالممتلكات العمومية والحبوس لم تلق نفس الصعوبات، والدليل في ذلك كما قال هو إعادة استرجاع المدرسة القرآنية سيدي عمار، ضريح سيدي الحرفي ومسجد الإصلاح.
 رئيس جمعية حي القصبة..
 نداء استغاثة
 
وجه محمد باقدي رئيس جمعية حي القصبة العتيق نداء استغاثة عن طريق منبر جريدة «الشعب»، لكافة الفاعلين في الميدان الثقافي والسلطات المحلية والولائية للإسراع في تفعيل مشروع إعادة الترميم لإنقاذ ما تبقى من هذا المعلم التاريخي وعلق بالقول.. «أننا نحاول عن طريق جمعية القصبة إيصال رسالة استغاثة لكافة المسؤولين المعنيين بإنقاذ المعلم وإعادة إحيائه من جديد، كما نسعى إلى القيام بما يمكن القيام به في عملية التحسيس وحفظ جانب من التراث المادي واللامادي للحي، لكن هي مهمة ليست سهلة في ظل حالة التدهور المستمرة وغياب مؤسسة أو هيأة محلية تقوم بمهمة الحماية والرقابة لردع المخالفين ووقف عمليات البناء داخل الحي وفي رياض السكنات وبالخصوص في القصبة العليا الذي سيشوه المعلم مستقبلا.
نفس الانشغالات عبر عنها رئيس المجلس الشعبي البلدي لدلس رابح زروالي، الذي يحاول تقديم يد المساعدة لحماية حي القصبة من خلال تنظيم نشاطات ثقافية سنوية يتم استدعاء من خلالها مختلف الرموز والشخصيات الفاعلية في الميدان الثقافي وحماية التراث لنقل صورة حقيقية عن الحي، وسبل تقديم العون والمشورة لترميمه والاستفادة منه في القطاع السياحي».
يذكر أن تظاهرة الأيام الثقافية لقصبة دلس في طبعتها الثانية، شهدت تنظيم عدة أنشطة فنية ومعارض للصناعة التقليدية وصور قديمة تحاكي المحطات التاريخية للحي العتيق الذي يعود للعهد العثماني وقبل ذلك إلى سنة 1068 م حينما وضع معز الدين بن صمادح نواتها الأولى، مع إعادة فتح مسجد الإصلاح أمام المصلين بعد عملية ترميم شاملة نتيجة التهديم الجزئي اثر زلزال بومرداس. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024