عدد العاملين فيها 700 ألف والرقم مرشح للارتفاع

الصناعة التقليدية موروث ثقافي وحضاري وهوية

فنيدس بن بلة

صندوق وطني لمساعدة الحرفيين وإغراءات لترويج منتوجهم

أبرز المتدخلون في ندوة نقاش بـ«منتدى الشعب”، حول المقصد السياحي الجزائري رهانات وتحديات، أهمية الترويج للوجهة الوطنية التي تزخر بمعالم أثرية ومناظر طبيعية آية في الجمال.
وأكد المتدخلون في النقاش الثري، الذي جرى في الندوة، مشيدين من خلالها بالمكاسب والعراقيل التي تحول دون تحقيق المزيد، أن المقصد الجزائري لم ينل حقه من الاهتمام الكامل ويستدعي الجهود الاضافية في كل الاوقات. وأنه لا بد من الترويج للمنتوج السياحي الجزائري حامل الخصوصية والقيمة والموروث الوطنية دون جلب نماذج الآخرين. لأن العناية بالمنتوج الجزائري يعني الاهتمام بالهوية والانتماء لوطن ساهم في الحضارة الإنسانية ويقاوم بشدة من أجل مقوماته دون السقوط في الاغتراب.
ذكرت بهذا الطرح السيدة فاطمة الزهراء بوصبع، رئيسة المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم، مشيدة في تدخلها بالإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في اعطاء العناية القصوى لقطاع السياحة الذي صنع مجد الجزائر عبر حقب متتالية، لكنه تراجع متأثرا بالوضع الذي عاشته البلاد طيلة أزيد من عشرية سوداء.
نوّهت فاطمة الزهراء بوصبع، بخارطة الطريق التي اعتمدت في سبيل جعل قطاع السياحة متحركا لا يكتفي بتأدية الوظيفة الترفيهية، لكن يدر أموالا من العملة الوطنية والصعبة على حد السواء. وهي مسألة وضعتها السيدة زرهوني في الاعتبار، قائلة أن ما اتخذ من تدابير وإجراءات تصب في إعطاء ديناميكية لقطاع السياحة الذي يعول عليه كثيرا في خلق الثروة والعمل والقيمة المضافة.
من جهته، رافع عياد فؤاد منسق الشباب بالمنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم من أجل مرافقة الشباب في انشاء مشاريع سياحية وحرفية باعتبارها أكبر أمنا وأكثر فائدة في امتصاص البطالة وانتعاش القطاع الاستراتيجي.
وحسب عياد فإن مرافقة السلطات لهذه الشريحة الحية التي تمثل أغلبية السكان ويقدر نسبتها 70 في المائة منهم، تكون بتسهيل إجراءات الحصول على العقار والقروض البنكية. وهي مسألة لا زالت صعبة في بعض جهات الوطن تمارسها بيروقراطية إدارية رغم التعليمات المقدمة من أعلى قمة في الهرم السياسي.
وانصبت مداخلات أخرى في قاعة المحاضرات “11 ديسمبر”، على ضرورة إيلاء العناية الكبرى بالصناعة التقليدية، باعتبارها القلب النابض للسياحة والمحطة الأساسية في المقصد السياحي. وكان السؤال الكبير، هل يمكن الحديث عن السياحة في غياب صناعة تقليدية تروّج لهوية أمة ومكنون حضارتها ورموزها الأبدية.
وكان التأكيد على ضرورة اقامة سوق وطني للصناعة التقليدية اسوة بما هو جاري في البلدان. ويكون هذا الفضاء ليس فقط مقصد السائح الأجنبي المتشوق لمعرفة ما يصنع في البلد من كنوز ومنتوجات تحمل العلامة “made in algeria”، بل المواطن الذي يعز عليه اقتناء ما هو أصيل دون الإقدام على سلع يجهل مكوناتها ومصادرها تتدفق على الوطن بطريقة فوضوية من بارونات استيراد تجري وراء الربح وتكديس ثروة بأي طريقة.
وردت السيدة الوزيرة بحزم على هذه الانشغالات قائلة إنها ستكون بالمرصاد لمن يقف في وجه الحركية السياحية الجديدة التي تحتل مشاريعها حلقة مفصلية في المخطط الخماسي التي تتولى الحكومة تنفيذه.
وقالت وزيرة السياحة التي أرفقت كلامها بالأرقام، إن الصناعة التقليدية في قلب السياسة السياحية، بدليل أن الإجراءات التحفيزية التي وجهت للمهنيين ضاعفت من عدد الحرفيين أربع مرات بعدما كانوا لا يتعدون الـ700 ألف حرفي.
وتتمثل عمليات الدعم، في وجود صندوق وطني لدعم الصناعة التقليدية، يقدم مساعدات مباشرة للحرفي لشراء حاجياته الضرورية من ماكينات ووسائل العمل، ومساعدات غير مباشرة تتمثل في دورات التكوين، وتشجيع المشاركة في المعارض الدولية والوطنية. وأهم تحفيز على الإطلاق، مرافقة الحرفيين في عرض منتوجاتهم عبر الشواطئ خلال موسم الاصطياف، ليس فقط لتسويق إبداعاتهم وابتكاراتهم الفنية، بل المشاركة في صنع أفراح الجزائر ومسراتها بالترويج للمقصد الجزائري. وهي أفراح تحمل نكهة خاصة خلال موسم الإصطياف والعطل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024