إلغاء أي إجراء إداري يعرقل ترقية القطاع

اعتماد المرونة في إنعاش المشاريع الاستثمارية

جمال أوكيلي

وضعت السيدة يمينة زرهوني وزيرة السياحة والصناعات التقليدية يدها على الجرح،، عندما تناولت مطولا الإجراءات الإدارية الثقيلة التي ماتزال تعترض المبادرات المندرجة في هذا الاطار،، والمتعلقة أساسا بالاستثمار وترقية المشاريع نحو التجسيد في الميدان.
وهذا الوضع استدعى معاينة دقيقة، أدت إلى الاسراع في إلغاء العمل ببعض المراسيم فورا والتي تبين في الواقع بأن مواصلة العمل بها يقود حتما إلى تسجيل المزيد من التراجع والأكثر من هذا التأخر في الذهاب إلى الأهداف المسطرة وهذا ماحدث عمليا مع مايعرف مناطق التوسع السياحي التي انتقلت في رمشة عين من ١٣ منطقة الى ٢٦ منطقة وهذا بعد ان ازيلت كل تلك العوائق البيروقراطية باسناد اتخاذ القرار من قبل السلطات المحلية والبلدية والولائية، وهذا ماسمح حقا بالعودة الى العمل الصحيح القائم على السيولة والمرونة في مرافقة المبادرات التي ترغب في اثراء هذا القطاع وفق منظور ماسطرته السلطات العمومية.
وهذا الخيار الصعب،، هو الذي أرادته السيدة زرهوني وفضلته في عملها هذا،، قناعة منها بأن القطاع ومايحمله من كفاءات بشرية وقدرات مادية بامكانه اقتحام فضاء التنافسية،، وأن يذهب بعيدا في تموقعه ضمن الخريطة الاقتصادية والتنموية للبلاد،، والأكثر من هذا بامكانه ان يقتحم أفاقا واعدة من اجل ان تكون السياحة والصناعات التقليدية مصادر من مصادر للعملة الصعبة كما هو معمول به في باقي البلدان،، خاصة وان الجزائر تفكر مليا في مرحلة مابعد البترول.
وفي هذا السياق شددت الوزيرة على ضرورة حشد كل الامكانيات التي يتوفر عليها القطاع،، للمضي قدما باتجاه العمل وفق قاعدة الابداع في هذا المجال وهذا بابراز صورة الجزائر وتلميعها لدى كبريات الدوائر السياحية في العالم زيادة على السعي كذلك نحو وضع آليات جديدة في كيفية جلب السياح عن طريق إغراءات معروفة في هذا الاختصاص ولابد من العمل بها ودخولها،، علما ان الجزائر شريك هام في المعارض العالمية للأسفار.
لذلك لابد من التأكيد هنا،، أن مبدأ «المحلية» منطلق للعالمية،، يستشف من خلال كلام السيدة الوزيرة التي تعمل وفق مقاربة واضحة المعالم،، ألا وهي تحرير القطاع من الأغلال التي ماتزال تقيده،، ومعنى ذلك إخراجه من منطق الإدارة الى فضاء المنافسة،، وهذا بتدعيم وتعزيز المبادرة، والقرار الصائب في هذا الاتجاه،، عن طريق فتح الاستثمار على مصراعية لبناء الفنادق، والمتنزهات، والبانغالوهات، ومراكز الاستجمام، والراحة،، وفي هذا الشأن راسلت السيدة زرهوني ولاة الجمهورية من اجل تسهيل مسألة منح العقار،، وكذلك الموافقة على المشاريع،، وهذه الحيوية الجديدة اعطت في زمن قياسي، وفترة وجيزة النتائج المتوخاة،، ألا وهي استلام اعداد هامة من الهياكل عبر كامل الولايات.
هذا هو المسار، الذي مافتئت الوزير تركز عملية،، ادراكا منها بأن السياحة هي عقلية تتعامل مع الواقع والآخر وفق سلوكات قائمة على الاحترام والتقدير، وحسن الكلام والتواصل،، وغيرها من القيم العالمية،، ومثل هذه الذهينة تتطلب محيطا خاصا وتكوينا مستمرا للحفاظ على مايعرف بـ«العلامة» وهذا عمل بامكان الجزائريين إنجازه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024