إعلاميون لـ”الشعب”:

الوصـول إلى مصـادر المعلومة مشكل مطروح

سهام بوعموشة

أجمع الإعلاميون الذين التقيناهم خلال احتفائية اليوم العالمي للصحافة، على أن الصحفي الجزائري ما يزال يعاني الأمرين، مؤكدين على أن غياب مدارس لتكوين الصحافيين ميدانيا أدى إلى نقص الاحترافية في الممارسة.
أكد الصحفي عمار شكار بجريدة “إكسبريسيون”، أنه بالرغم من مرور أكثر من عشرين سنة من الممارسة الإعلامية إلا أن الصحفي سنة 2015 ما يزال يعاني الأمرين، وحسبه أنه بهذه الطريقة لا يمكننا المضي قدما في المهنة قائلا في تصريح لـ«الشعب” على هامش وقفة الترحم بساحة الحرية بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة: “عندما نكون في دولة قانون ونشاهد سياسة الكيل بمكيالين بين الصحافة العمومية والخاصة، فهذا أمر مؤسف”.
وأضاف أن هذه الوضعية لا تخدم المصلحة الوطنية والصحافة الجزائرية، مضيفا في تصريح لـ«الشعب” أن الصحفيين الذين يشتغلون في الصحافة الخاصة، هم جزائريون لهم نفس المهام ونفس الحقوق والواجبات.
وأشار محدثنا إلى أن قطاع الإعلام هو الأفقر مقارنة بالقطاعات الأخرى، قائلا:« إذا قمنا بمقارنة بين الصحافة الجزائرية والصحافة بالدول الشقيقة تونس والمغرب فنحن بعيدون عنهم”، مضيفا أنه حضر عدة لقاءات أين لمس الفرق بين إعلامنا وإعلامهم، رغم أننا نملك كل الإمكانيات والكفاءات.
وقال أيضا:«نحن اليوم لسنا سلطة رابعة بل تحت رحمة بعض الناشرين، الذين يفكرون في الإشهار عوض الممارسة الإعلامية بمفهومها النبيل”.
وموازاة مع ذلك، اعتبر شكار الاحترافية مسألة جد مهمة وحسبه أنه لا يمكننا الحديث عن الاحترافية في ظل نقص مدارس تكوين الصحفيين الجزائريين على العمل الميداني، عدا المدرسة العليا للصحافة، حيث أن الكثير من الصحفيين القدامى غادروا المهنة ومن بقي منهم يعيش في صمت ويعاني التهميش وليس له الاختيار للعمل في قطاع آخر، داعيا لإعادة النظر في الممارسة الإعلامية حتى تكون في خدمة الوطن وليس الأشخاص.
من جهتها قالت نادية. ن من مؤسسة إعلامية عمومية، أن حرية الصحافة بعد أحداث ١٩٨٨ عرفت انطلاقة وكانت هناك حرية بفتح المجال لتعددية الإعلامية حيث لعبت الصحافة دورا في محاربة الإرهاب.
وأبرزت نادية أن المشكل الذي يعانيه الصحفي هو صعوبة الوصول إلى الخبر، قائلة أنها لا تستطيع الوصول إلى بعض الهيئات الرسمية لتؤكد خبرا حين تسمعه، مضيفة أنه أحيانا حين تصل إلى مصادر الخبر يقال لها لا تذكر أسماءها، وقد عانت من هذا المشكل.
وقالت نادية أيضا أنه يمكنها أن تحصل بطريقة غير رسمية على الخبر، ولدي أخبار كثيرة لكنها لا تستطيع نشرها لأن المؤسسة التي تعمل فيها تلزمها بإعطاء اسم المصدر، منتقدة في معرض حديثها مستوى الصحفيين من حاليا الذي وصفته بالمتدهور جدا سواء من ناحية اللغة أو الكتابة الصحفية، وقالت في هذا الإطار: نجد الصحفي لا يتحكم لا في اللغة العربية ولا الفرنسية، ولا يتقن تقنيات التحرير الصحفي، وقد لمست ذلك شخصيا، بحكم أنه كان لها منصب مسؤولية لسنوات، واستقالت منه بسبب المستوى المتدهور للصحفيين، على حد قولها.
وفي اعتقاد محدثتنا أن الجامعة، لا تقوم بالتكوين الجيد للصحفي الذي لا يبحث ويطالع، مثلما كان الصحفيون في السابق، قائلة: “حين تخرجت في بداية التسعينات، كان المستوى أحسن لأننا بذلنا مجهودات في المطالعة، والتقرب من الإعلاميين الأكثر خبرة في الميدان، ونتابع حصص متلفزة ونقرأ صحف وكتب”، مضيفة أن الجيل الجديد من الصحفيين لا يهتمون بتكوينهم الشخصي.
بنور: أحيي الإعلاميين في مهنتهم الصعبة والنبيلة
أعرب كريم بنور رئيس المجلس الولائي للجزائر عن افتخاره لما وصل إليه الإعلام في الجزائر، من حرية واحترافية قائلا:«لا أقول أن الحرية كاملة فهي مجسدة في أرض الواقع، لكن يوجد فيها بعض النقائص لكن بتضافر الجهود سترتقي”.
وأضاف في تصريح لـ«الشعب” أنه مع حرية الصحافة، يعتبر الإعلام والصحافيون أداة ومهنة نبيلة تأتي بالمعلومة وتوصلها للمواطن، معربا باعتباره منتخبا محليا عن مساندته للإعلاميين في مهمتهم النبيلة والصعبة، كما أشار إلى أن وزير الإعلام لديه برنامج يخص القطاع.
وفي رده عن سؤال حول مهنية بعض المؤسسات والقنوات الخاصة، قال بنور أن هذه التجربة فتية وككل تجربة يكون فيها نقائص، وحسبه أن هذه القنوات الخاصة سمحت بإعطاء الكلمة للمواطن للإدلاء برأيه، مبرزا دور سلطة الضبط في تأطير هذا العمل وهو يساند هذا المسعى. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024