جمع بين الفكر والثقافة والحنكة السياسية

محمد العربي ولد خليفة... عطاءٌ لا ينضب

أسامة إفراح

لم يكن تكريم رئيس المجلس الشعبي الوطني، د.محمد العربي ولد خليفة، أمس الأول، بجامعة الجزائر-3 مفاجئا، وهو الذي استمر عطاؤه، رغم المناصب السياسية السامية التي تقلدها، أو يشغلها الآن، والتي لم تمنعه من مواصلة عطائه الفكري، ولم تنقص شيئا من غزارة إنتاجه وكتاباته ومساهماته في الإعلام الجزائري.. وفي هذا السياق، جاءت مبادرة جمعية “الكلمة للثقافة والإعلام”، التي ارتأت أن تكون الجامعة حاضنة لتكريم أحد أبنائها الأبرار..

مبادرة جمعية “الكلمة” تندرج في إطار الاحتفالات بيوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة، وكان من بين الحضور نواب من المجلس الشعبي الوطني، وعدد من الوجوه الثقافية والإعلامية وأساتذة وطلبة جامعيون.
وعن هذه المبادرة يقول المستشار الإعلامي بجامعة الجزائر، الأستاذ لزهر ماروك، إن مناسبة يوم العلم كانت سانحة لتقديم التقدير لشخصية ثقافية لها إسهاماتها الفكرية والعلمية، واختيار الدكتور ولد خليفة جاء باعتباره قد جمع بين الفكر والثقافة والسياسة. “مسيرة الرجل السياسية غنية وثرية، ومساره الأكاديمي كذلك، وهو صاحب العشرات من الكتب والدراسات، كما أنه أستاذ جامعي بالدرجة الأولى، فكان من الطبيعي أن يكرّم في جامعة الجزائر-3”، يقول ماروك لـ “الشعب”، مضيفا أن اللقاء قد سمح باحتكاك أجيال مختلفة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين.
من جهته وجّه المكلف بالإعلام والاتصال بجمعية “الكلمة”، نصرالدين موكاح، خلال اتصال بـ “الشعب”، وجّه شكره لجامعة الجزائر-3 وبالخصوص عميدها رابح شريّط، لفتح المجال أمام هذا النشاط. أما اختيار الدكتور ولد خليفة فله أكثر من دافع، خاصة وأن الرجل قد خدم لغة الضاد لمّا كان على رأس المجلس الأعلى للغة العربية، وهو كاتب ومثقف ويشهد له بالحنكة السياسية، والخبرة الأكاديمية، وبالأخص في مجال الأدب العربي.
وعن النشاطات الأخرى للجمعية قال موكاح، إن درع اللغة العربية، الذي قدمته “الكلمة” السنة الفارطة للكاتب مرزاق بقطاش، يبقى تقديمه هذه السنة غير مؤكد ومرتبطا بالإمكانات المتوفرة، خاصة وأن “الجمعية منعدمة المداخيل وتبقى تنتظر الإعانة اللازمة من الجهات المعنية”، يقول موكاح، مضيفا أن جمعية “الكلمة” قدّمت مجموعة اقتراحات ومشاريع في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ولكن الردّ لم يأت بعد.. “ما زلنا ننتظر ردّ محافظة التظاهرة إلى الآن”، يؤكد محدثنا.
ومن ضمن المشاريع التي اقترحتها الجمعية، سيناريو “خلف الضباب” الحائز على الجائزة الأولى في مسابقة وطنية في الأدب الجامعي، من ضمن 800 نص مشارك، بالإضافة إلى مشروع في الشعر الشعبي، بالتنسيق مع جمعية الأدب الشعبي، التي يترأسها الشاعر توفيق ومان.
يذكر، أن الدكتور محمد العربي ولد خليفة، خلال كلمته في حفل التكريم، كان قد وصف جامعة الجزائر بأنها “قلعة كبيرة”، وينتظر منها الكثير في الإسهام في إخراج “جيل مبادر ومبدع في مجالات العلم والمعرفة”، مضيفا أن “الحداثة والتطور والأصالة هي أبعاد ثلاثية موجودة في كل المجتمعات”، وأن الجزائر “بحاجة إلى كل أبنائها، والساحة مفتوحة إلى كل الآراء والفعاليات، باعتبار أن كل ما ينجز في الحاضر هو تمهيد للمستقبل، وهذا هو التطور الطبيعي لسائر الأجيال في المجتمع”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19559

العدد 19559

الأحد 01 سبتمبر 2024
العدد 19558

العدد 19558

السبت 31 أوث 2024
العدد 19557

العدد 19557

الخميس 29 أوث 2024
العدد 19556

العدد 19556

الأربعاء 28 أوث 2024