تطمينات لسكان عين صالح

الورشات لتقييم الاحتياط والاستغلال لن يكون على حساب المواطن

فنيدس بن بلة

كانت الاحتفالية بعيد النصر محطة أخرى كشف من خلالها رئيس الجمهورية على خارطة الطريق للمرحلة التي تعيشها الجزائر وتتحدى الصعوبات اعتمادا على معطيات ثابتة لا تقبل التنازل والمساس، مجيبا على تساؤلات وانشغالات تشغل بال المواطنين ويثار بشأنها جدل كبير. وهي انشغالات توظفها تنظيمات وحساسيات، دون وضع في الحسبان تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار.
وضع الرئيس بوتفليقة خلال رسالته النقاط على الأحرف، محذرا من يريدون الوصول إلى الحكم بأي وسيلة، استمرارهم في الضرب على وتر «تناقضات مفتعلة» و»تعقيدات مصطنعة»، غير عابئين بانعكاساتها على الاستقرار الوطني الذي أنجز بشق الأنفس، ساهمت فيه سياسة تدابير السلم والمصالحة أخرجت البلاد من مرحلة عصيبة. وأعطت التجربة المثل الحي لدول أنهكها التناحر السياسي في اعتمادها مرجعية لحل أزماتها بالتي هي أحسن بعيدا عن أية مغامرة في التصعيد وما يحمله من مخاطر تدخل خارجي.
ظهر هذا جليا في دول الجوار جنحت للحوار قادته الوساطة الأممية برعاية جزائرية، انتزعت الثقة والمصداقية. حصل هذا لمالي في انتظار الحل السياسي في ليبيا التي بدأت جولة أولى للحوار السياسي من الجزائر وكلها أمل في طي صفحة التناحر والأزمة.
بشأن الغاز الصخري الذي أسيل بشأنه الكثير من الحبر، جدد الرئيس بوتفليقة ما ذكر به في أكثر من فرصة ولقاء، موضحا أن الورشات المفتوحة في منطقة عين صالح منصبّة على اكتشاف احتياطي الطاقة غير التقليدية الضرورية للجزائر التي تسابق الزمن من أجل رفع مداخيل تحتاجها مشاريع التنمية. لكن هذا لن يكون على حساب مصالح السكان والبيئة.
ومعنى هذا فإن استغلال هذه الثروة تكون أمرا ممكنا إلا بتوفر الشروط التي تضمن السلامة للمواطن والمحيط الذي يعيش. «كل العمليات الجارية محصورة في الاستكشاف والتقييم لا غير دون أن يغيب عنا ولو للحظة أنه لا يحق ولا يمكن لأحد أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد. وانطلاقا من قناعات ثابتة ومؤكدة لا يمكن نقضها وإننا سنلتزم بهذا النهج حتى يبلغ مبلغه». هكذا جاءت تطمينات الرئيس إلى السكان المحتجين بعين صالح، مؤكدا على التوجيهات التي أعلنها في الاجتماع المصغر، مطالبا بالاستماع إلى أهل الاختصاص وأخذ رأيهم العلمي في استغلال الطاقة غير التقليدية.
نتذكر جيدا هذه المسألة عندما حسم رئيس الجمهورية فيها وقال لتهدئة النفوس بعين صالح، التي يحاول تجار الأزمة استغلالها وتوظيفها دون عبء بالتداعيات، بات من الضروري فتح نقاش موسع يشرك جميع القوى الحية والكفاءات لتوضيح الرهانات الاقتصادية والاستراتيجية والأمنية التي تواجهها الجزائر ودور الطاقة في التحديات التي تنتظرها في عالم متغير والمعطيات التي يجب التكيف معها.
في رسالة الرئيس أجوبة عما يردد من غوغائيين يريدون «صبّ الزيت على النار» بأن الجنوب له مكانة استراتيجية في الإقليم الوطني ويلعب دوره الكامل في توازنه بعيدا عن اعتباره مجرد خزان للطاقة والثروة الباطنية. للجنوب كامل الدور في الاستراتيجية الإنمائية التي اعتمدتها البلاد من زمان وجندت لها الموارد البشرية والمالية من أجل التطور والإقلاع. وكان الجنوب الكبير حلقة مركزية في البرامج الخماسية التي اعتمدها رئيس الجمهورية في بداية عهدته وكان أولى وجهة لزياراته المتعددة التي كسّرت الحصار غير المعلن على الجزائر وأعادت اللحمة الوطنية من بعيد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024