حلول توافقية أنهت موجة الاحتجاج

عودة تلاميذ الأقسام النهائية للمدارس بدءاً من الأحد

حمزة محصول

انتهت حالة الاضطراب الذي ميز قطاع التربية الوطنية لأزيد من شهر، لتعود الأمور إلى طبيعتها الأولى بدءاً من هذا الأسبوع، بعد توصل الوزارة الوصية والمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية «كنابست» إلى توافق حول النقاط التي كانت محور خلاف.

أعلن المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار «كناباست»، أمس الأول، عن وقف الإضراب الذي دخل فيه منذ 16 فيفري المنصرم، عقب اجتماع استمر لـ9 ساعات كاملة مع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، وبحضور ممثلي الحكومة، أفضى إلى حلول مرضية للجميع تخص المطالب المتعلقة بالترقية ووضعية الأساتذة الذين يطلق عليهم وصف «الآيلين للزوال»، وكذا طب العمل.
الهدوء الذي ستستعيده المدرسة الجزائرية، بداية من يوم الغد، لم يكن نتيجة رضوخ الوزارة الوصية ومعها الحكومة، ولا لتعنّت واستماتة نقابة «كنابست»، وإنما بفضل الحوار البناء الذي استهدف استقرار المؤسسات التربوية وضمان حق التلاميذ في التمدرس في ظروف ملائمة، خاصة للمقبلين على شهادة البكالوريا الذين تنظرهم مواعيد هامة مع امتحانات النهائي.
وبما أن الاجتماع الماراطوني، خلص إلى تلبية كافة المطالب، بحسب ممثلي النقابة المعنية، فإن التنفيذ التدريجي لما اتفق عليه سيكون الخطوة المقبلة، التي ستجرى في كنف الهدوء الذي غاب عن المنظومة التربوية لسنوات عديدة، فلم تمر سنة دراسية دون إضراب أو التلويح به، وبدل الإسراع إلى طاولة الحوار ساهمت التصريحات والاتهامات المتبادلة في كثير من الأحيان في تعميق الأزمة وإخراج النقاش عن إطاره.
فالمدرسة الجزائرية بحاجة إلى نقاش معمق، ليس حول الأوضاع المهنية للأساتذة والمدرسين فحسب، فذلك من مقتضيات الحقوق والواجبات، وإنما يشمل المستوى التعليمي والمضمون الفكري الذي يلقن لأزيد من 8 ملايين متمدرس بالأطوار الثلاثة.
الوزيرة بن غبريط رأت، عند تنصيبها على رأس القطاع الحساس، أن جل الإمكانات متوفرة، بينما ظل التنظيم الغائب الأكبر. إن إعادة ترتيب الأوضاع هدف استراتيجي، خدمة للأجيال الصاعدة. ولا يختلف الأساتذة مع هذه الرؤية، معتبرين أن تحسين الظروف المهنية من شروط تمكين التلميذ من تعليم أفضل، لكن النقاش الشامل حول هذا الهدف مازال هشا، بسبب حالات الاضطراب الذي استعصى أمر تجازوه.
ويعقد الأمل كله على أن يكون آخر إضراب يعرفه قطاع التربية الوطنية، هو الذي تم توقيفه، أمس الأول الخميس، أين تخضع كافة المسببات إلى حل جذري، خدمة للتعليم واستجابة لما تقتضيه الرهانات المستقبلية للبلاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024