حـالات عنف متكـرر في أوساط التلاميذ

دليلة أوزيان

عرفت مؤسساتنا التعليمية في السنوات الأخيرة حالات عنف متكرر في أوساط التلاميذ، آخرها ما حدث مؤخرا في ثانوية عقبة بن نافع الكائنة بباب الوادي، حيث تعرض أحد الطلبة لاعتداء بآلة حادة من زميل له، سبّب له إصابة خطيرة على مستوى الوجه، ما استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما اضطر لرفع دعوى قضائية أمام محكمة باب الوادي لإنصافه ومعاقبة المتسبب في ذلك.

ظاهرة العنف لم تقتصر على ثانوية عقبة بن نافع، بل طالت الكثير من مؤسساتنا التعليمية، إلا أن المؤسف في الأمر أننا سجلنا سابقا قضايا عالجتها المحاكم الجزائرية تتعلق بهذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا، المتهم الرئيسي فيها المعلم أو المعلمة، والضحية هو التلميذ...  كان ينبغي معاقبته في مجلس تأديبي وعدم التستر على فعله، خاصة وأن المعتدى عليه بريئ، طرق باب المدرسة لطلب العلم، فوجد نفسه في مواجهة القاضي وحضور جلسات في المحكمة لم ترد على باله إطلاقا.
عار كبير أن يعتدي معلم على تلميذ، والأخطر من ذلك أن المتمدرسين أصبحوا يعتادون على بعضهم بعضا بالسلاح الأبيض داخل المؤسسة التعليمة، مثلما حدث في الثانوية سالفة الذكر، حيث حطم الاعتداء بالسلاح الأبيض الرقم القياسي، فاصبح الطلاب يعيشون الرعب، التوتر والقلق في وسط من المفروض أن يكون فيه التعايش دون عنف، وأجواء تسودها الأخلاق والقيم النبيلة.
فالمعلم الذي يطالب بحقوق ويقوم بإضرابات متكررة لابد أن يسأل نفسه قبل كل شيء، هل أدى رسالته كما ينبغي، كما يمليه الواجب والضمير تجاه المتمدرسين، وليتذكر دائما وأبدا أنه يجب أن يكون قدوة حسنة وليس سيئة بضربه للتلميذ، وليعلم أنه لا يمكن للعنف أن يكون وسيلة يستخدمها في تربية وتعليم الأجيال الذين انتقلت إليهم العدوى أيضا لتسوية خلافاتهم أثناء الدرس وفي أوقات الاستراحة، بمجرد أن يتلفظ أحدهم بكلمة يستفز بها الآخر فتقع مشاجرة تصل إلى حد استعمال أداة حادة.
المسؤولية، كل المسؤولية، ملقاة على الأطراف المعنية، معلمين، مسؤولي المؤسسات التعليمية وجمعيات أولياء التلاميذ لإعادة الأمور إلى نصابها، تعليم وتربية أبنائنا في ظروف لائقة تحفز على طلب العلم والتحصيل الدراسي... ولا يمكن أن يتحقق هذا أيضا إلا في ظل التطبيق الصارم لمديري المؤسسات التعليمية للقانون الأساسي والنظام الداخلي.
كما تستدعي هذه الأخيرة توعية أولياء التلاميذ بخطورة الظاهرة التي تؤدي إلى نتيجة وخيمة وطريق مسدود، غير واضح المعالم لأننا كلنا معنيون بتربية أبنائنا وتعليمهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024